للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأسرته، وعشيرته. فآثرت أبا سفيان فَزُجت منه.

وقالوا: أن الحارث بن سليل الأسدي زار علْقَمة بن خَصفة الطائي - وكانا حليفين وكلاهما سيد قومه - فأبصر ابنته الزباء - وكانت كأجمل أهل دهرها - فخطبها إليه، فقال له علقمة: أنت كفء كريم يُقبل منك الصفو وُيؤخذ منك العفو، فأقم ننظر في أمرك - وأنى أن يقْطع القول له - ثم انكفأ على أمها فقال لها: إن الحارث بن سليل سيد قومه حَسَباً ومَنْصِباً وبيتاً وقد خطب إلينا الزباء فلا ينصرفن إلا بحاجته. فنهضت المرأة إلى ابنتها، وأنشأت تؤامرها في أمر الحارث - وكان الحارث شيخاً لا شباب فيه - فكان أول ما بدأتها أن سألتها: أي الرجال أحب إليك الكهل الجحجاح، الواصِلُ المنّاح، أم الفتى الوضاح؟ وهنالك تجاذبا الحوار في أيهما أمثل بالفتاة وأولى لها. وكلٌّ يؤثر شكله، ويضرب الأمثال في نفاذ قوله. على أن الأمَّ كانت أدل بحجتها. فنزلت ابنتها دون رأيها. . . فهل

رأيت مدى في الحرية أبعد من هذا؟

وشبيه ذلك ما حدثوا أن زيد الخيل، وأوس بن حارثة، وحاتم بن عبد الله الطائيين نزعوا إلى ماوية ابنة عفْزر إحدى ملكات الحيرة يخطبونها فقالت: ليصف كل إنسان منكم نفسه. فقال زيد: أنا زيد الخليل، تفخر بي طّي على العرب، ولي في كل مرْباع غنيمة، وغزوت ثلاثاً وسبعين غزاة، لم تثكل طائية

<<  <  ج: ص:  >  >>