للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك كان حسن الاختيار مجاذبة بين المرء وزوجه، وهي تختار منه شرف الهمة، وسناء القدر، وهو يخطب فيها كرم المنبت، وجلال الخلال.

لقد نشأت الفتاة بين أُم كريمة، وأب كريم، فليس عجيباً أن تبتغي العشير الكريم.

لقد أحلَّها أبوها موطن الرعاية والإكرام، وزوّتها أُمها بزاد من الأدب والفضائل، وليس من الحق أن يضيع كل ذلك عند زوج مُضيع.

كذلك كانت المرأة العربية زهرة طيبة الغرس، كريمة المجتنى، خرجت من دارة العز، إلى دارة الجدّ وصدق العمل.

ذلك وكان من حق النساء أن يجلسن إلى خّطابهن من الرجال، ويجاذبنهم عقدة الأمر، وشجون الحديث.

وأكثر ما كان يخطبُ إلى غير عشيرته. وحجتهم في ذلك أن الغرائب من النساء أولدُ للنجباء من الأبناء، فأما بنات العم فلا يلدن فيما زعموا إلا ضعاف الأجسام، والأحلام. قال قائلهم:

أُنْذِر من كان بعيد الهمَّ ... تزويجَ أولاد بنات العمَّ

فليس ناج من ضَوًى وسُقْم

وقال آخر:

أَلاَ فَتىً نال العلى بِهمَّه ... ليس أبوه بابن عم أُمته

ترى الرجال تهتدي بأَمّه

وعلى هذا النسق سار رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: اغْتَرِبوا لا تْضُووا أي تزوجوا الغرائب ولا تتزوجوا بنات العمومة - حتى لا ينكشفن عن الضعاف -

<<  <  ج: ص:  >  >>