نعم فاسلمي ثم اسلمي ... ثلاث تحيات وإن لم تَكَلَّمي
وقد كف عنترة عن طلب عبلة جارية أبيه وسام نفسه البعد عنها، والحرمان من زواجها، لأنه ذكرها في شعره، حتى لا يثلم سنة العرب، ولا يحل حرامهم.
ومن أمثال العرب: كل شيءٍ مَهَةٌ ما خلا النساءَ وذكرهن أي كل شيء يسير يحتمله الحر إلا أن يذكر النساء وتذاع أخبارهن.
لذلك كله ولفرط ما طبعت عليه منذ نشأتها الأولى من صفاء الفطرة وسماحة الخلق، وكرم التأديب، اشتملت الزوجة العربية على خير ما أشتمل عليه فضليات النساء من مواتاة الزواج، والبر به، والإخلاص له، والحدب عليه.
ولئن ذكر عن الرجال أنهم يموتون ذوداً ن حريمهم. لقد أثر مثل ذلك عن النساء أنهن يمتن دون الدنية في أحرج المواقف وأضيقها، إيثاراً لشرف أزواجهن على غوالي حياتهن، وإن لك فيما أسلفنا من أمر فاطمة بنت الخرْشُب وقتلها نفسها دون أن تتخذ سبية أسيرة ودون أن يوصم اسم زوجها وبنيها ما فيه غناء.
ومن أمثلتهن في ذلك: المنية ولا الدنية.
لقد كانت الزوجة العربية من الزوج لا يملك أمر مادته ولا معناه إلا بها، فهي تعلم من أمر الحياة ما يعلم، وتحسن من رياضة الكلام ما يحسن، وتجيد من إجالة الرأي، وتصريف الأمر ما يجيد، فهي عديل نفسه، وملاك أمره، وقوام نظامه.
إن أعوزه السمر أطربته، أو جدّ به الأمر آزرته، أو التبس عليه الرأي أوضحته، أو ضاق به الصدر فرجته.
وحدثوا أن رجلاً من سراة قريش - جمع بين ضيق الخلق وسماح اليد -