للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقولا لهذا اللائمي اليوم أعفني ... وإن أنت لم تفعل فَعضَّ

فماذا عساكم أ، تقولوا لأختكم ... سوى عذلكم أو عذل من كان مانعاً

وماذا ترون اليوم إلا طبيعة ... فكيف بتركي يا ابن أم الطبائعا

تلك أثارة نفاذ المرأة العربية في بنيها واحتكامها بنفوسهم؛ واستثارتها روح الفضائل والمكارم فيهم؛ وما بلغت ذلك إلا بفرط حبهم لها؛ ولياذهم بها؛ وعكوفهم عليها. ومن أمثالهم: إلى أمة يَلهَفُ الَّلهْفان

ولقد بلغ من كرامتها عليهم؛ ووفور منزلتها بينهم؛ أن السُّليك بن السُّلكة السَّعدي وأمه جارية حبشية - أطار نومه، وأثار همه، أن تشتل بلاد العرب على خالاته، ونظائر أمه، جواري قد ملكهن الرق، وأزرى بهن التبذل، وودَّ لو وجد من ذات يده ما يمكنه من افتدائهن. فذلك حيث يقول

أشابَ الرأس أني كل يوم ... أرى لي خالة بين الرحال

يَشُقُّ عَلَى أ، يَلقين ضيما ... ويَعْجِزُ عن تخلصِهِنّ مالي

ذلك أمر المرأة في بنيها. فأما بناتها فهن أتم بها ائتماماً؛ وأطول معها مقاماً؛ وأكثر لها لزاما. ومن أجل ذلك كن بها أشبه؛ وكان أدبها بهن أمثل؛ لعمر أبيك إنهن لزهر الروض شبيه بعضه ببعض؛ وهن لأمهاتهن أولى بقول من يقول:

فإن يك سيار بن مكرم انقضى ... فإنك ماء الورد إن فقد الورد

ولا تزال الفتاة عاكفة على أدب أمها حتى تحمل إلى زوجها فإذا احتملت طوقتها بوصية تجمع بين شتاتها أشد ما يحوجها في دار زوجها.

<<  <  ج: ص:  >  >>