هَلمُّوا إلى المَشَاَرع، فروى جارع؛ وغرق كارع؛ فقال الملك: أجل؛ هذه رؤياي فما تأويلها ياعفيراءُ؟ قالت: الأعاصيرُ الزوابع؛ ملوك تبايع؛ والنهر علْمٌ واسع؛ والداعي نبي شافع؛ والجارع وَليٌ تابع؛ والكارع عدوٌّ مُنازع. فقال الملك: يا عفيراءُ؛ أَسلْمٌ هذا النبي أم حرب؟ فقالت أقسم برافع السماء؛ ومنزل الماء من العماءِ؛ إنه لُمطِلّ الدّماءِ؛ ومنطْق العقائل نطق الإمام؛ فقال الملك: إلامَ يدعو يا عفيراءُ قالت: إلى صلاة وصيام؛ وصلة أرحام؛ وكَسر أصنام؛ وتَعْطيل أزلام؛ واجتناب آثام؛ فقال الملك: يا عفيراءُ إذا ذَبَحَ قومهُ فمن أعضاده؟ فقالت: أعضاده غظاريف يمانون؛ طائرهم به ميمون؛ يُغزيهم فَيغْزُون؛ ويُدَمّث بهم الحُزُون؛ وإلى نصره؛ فأطرق الملك يؤامر نفسه في خطْبتها. فقالت: أبيتَ اللعن أيها الملك؛ إن تابعي غَيُور؛ ولأمري صَبُور؛ وناكحي مثْبور؛ والكَلفُ بي ثَبُور. فنهض الملك وجال في صهوة جواده وانطلق فبعث إليها بمائة ناقة كوماءِ.
ومن النساء من يَنْفُثن العُقد؛ وتلك قواعد السحر. وذلك أن تأتي المرأة بخيط أو وتر وتقرأ عليه شيئاً من مبهم القول ومعجمه، وبينا هي تقرأ تنفث في الخيط
وتعقد عقدة منه ثم تدفنه في مَعْطن من الأرض فلا تزال الجن موكلة بأذى المسحور به ما دام الخيط في موطنه. وأولئك هن اللواتي أمر الله نبيه