للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلى الله عليه وسلم أن يستعيذ منهن فقال: (وَمِنْ شَر النَّفَّاثاتِ في العُقَدِ).

وهنالك المراضع. وكان نساءٌ من البادية يأتين المدائن والقرى مِلاَءَ الأثداءِ فَيؤُبْن بولدان الحَضَر يُرْضعنهم؛ ويتعهدن منابتهم؛ بين ملاعب البدو؛ ومضارب الخيام.

وكانوا يختارون المُرضع في نفسها وعشيرتها فأيهن كانت أسمح خُلُقاً؛ وأقوم خَلْقاً؛ وأبْيَنَ بياناً. وأعزَّ نفراً، فهي الظافرة السابقة.

وكان من شيم العرب وأخلاقهم إذا ولد لهم ولد أن يلتمسوا له مرضعة في غير قبيلتهم ليكون أنجب للولد وأفصح له. ومكن أجل ذلك دفع النعمان بن المنذر بابنه إلى بني مرة ليُسترضع فيهم فأرضعته سلمى بنت الحارث بن ظالم.

وكان رسول الله صلى الله عليه يُرجع فصاحته المُعجزة إلى منبته في قريش واسترضاعه في بني سعد وهو الذي يقول: أنا أعْرَبُكُم وُلدت في قريش واستُرضعت في بني سعد. وقال له أبو بكر: ما رأيت أفصح منك يا رسول الله. فقال: ما يمنعني! وُلدت في قريش وأُرضعت في بني سعد

وفي حديث حليمة بنت أبي ذؤيب مرضع رسول الله صلى الله عليه وسلم تجد خبر المراضع وخروجهن إلى قرى العرب يبتغون المآب بأطفالهم.

قالت: خرجت في نسوة من بني سعد عشرة يطلْبن الرُّضعاء، في سنة شَهْباء، على أتان قمراءَ، معنا شارِف ما تبضُّ، وما كنا ننام ليلتنا أجمع من صبينا الذي معنا، ما في ثدي ما يغنيه، وما في شارفنا ما يغذيه، حتى قدمنا مكة. فما منا امرأة إلا وقد عُرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأباه

<<  <  ج: ص:  >  >>