الرها حرب انتصر فيها بلك وقتل من الفرنج، وأسر جوسلين وأسر معه ابن خالته وأسر جماعة من فرسانه المشهورين عند سروج وبذل جوسلين في نفسه أموالاً كثيرة فلم يقبلها بلك وسجنه وأصحابه في قلعة خرتبرت، وفي سنة ٥١٥ عصى سليمان بن إيلغازي بن أرتق على أبيه بحلب، حسن له ذلك إنسان من حماة من بني قرناص، وكان
قدمه إيلغازي على أهل حلب، وبلغ إيلغازي ذلك فسار مجداً من ماردين وهجم حلب وقطع يدي ابن قرناص ورجليه وسمل عينيه، وهرب ابنه إلى طغتكين بدمشق واستناب ابن أخيه عبد الجبار، وخرج صاحب حلب ٥١٦ في عسكره وقطع الفرات وصادف الفرنج فأتلف ما ظفر به في أعمالهم. وتوفي إيلغازي بن أرتق وكان بحلب ابن أخيه سليمان بن عبد الجبار فبقي فيها إلى أن أخذها ابن عمه، فسلم سليمان قلعة الأثارب إلى الفرنج، فعظم ذلك على بلك بن بهرام وعلم عجزه عن حفظ بلاده فقوي طمعه في ملكها، فسار إليها ونازلها وضايقها ومنع الميرة عنها وأحرق زروعها، فسلم إليه ابن عمه البلد والقلعة بالأمان سنة ٥١٧.
ووصل الأسطول المصري إلى صور، وحمل والي صور سيف الدين مسعود إلى مصر، وكانت عاقبة خروجه منها خروجها بالأمان من أيدي المسلمين إلى الفرنج بعد سنتين. ونهض بغدوين ٥١٧ في عسكره إلى ناحية حلب، وصاحبها منازل حصن كركر، فالتقيا بالقرب من منظرة فكسره وأسره مع جماعة من وجوه عسكره، واعتقله في جب قلعة خرتبرت مع جوسلين ومقدمي الفرنج الذين كان أسرهم قبل عامين، واستنجد صاحبا دمشق وحلب بالخليفة الآمر في مصر فجهز أسطولا مؤلفاً من أربعين شينياً فيها عشرون أميراً وهدايا فسار العسكر إلى يافا وأقام عليها ستة أيام ورحل عنها، وقد تخاذل عنه ملوك الشرق ورجع إلى مصر، فوافاه الفرنج على يبنى، فانكسر العسكر المصري من غير مصاف. وملك الأمير بلك حصن البارة وأسر أسقفها. وهرب بغدوين وجوسلين وغيرهما من مقدمي الفرنج من أسر الأمير بلك في خرتبرت وملكوا القلعة فاستعادها الأمير من الفرنج الواثبين عليها. وهزم جيش الفرنج جيش