للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالجامعِ الأعظمِ المعمور كان يرى ... هو الخطيب الذي تعنو له القللُ

يرتل الذكر في محرابه، وإذا ... يعلو بمنبره الألبابُ تنذهل

كان المجابَ الدعا في غير حادثةٍ ... وأهل عصره من ذا الباب كم نقلوا

لذاك وافاه شيخٌ طالبٌ أملاً ... بدعوة منه عنها ليس ينعزل

وقال إن رسول الله أرشده ... لنجله ذاك وهو السيد الجلل

والمصطفى أمر القاضي ببرَّه في ... فصلِ القضا حيث ما في حكمه جدل

فجاءه يترضَّى وهو سامحه ... مبادراً لأداء الحق يمتثل

وذا أخو حسن المفتي الإمام ومن ... على تآليفه قد أجريَ العمل

أما أبوه وذا (عبد الكبير) فقد ... كانت له همة ما نالها الأول

نقابة السادة الأشراف قد بلغت ... به إلى حيث لا يدني له الرمل

قد كان في العلم بحراً زاخراً وبه ... توارث الناسُ علماً دام ينهمل

في مجلس العلم من بيت الأمير له ... مظاهرٌ فصلت من كشفها جملُ

له المعارف والآداب قد برعت ... ففاق منه وراق الغزلُ والغزلُ

وفضل والده المفضال (احمد) قد ... أضحى على علم كالنار تشتعل

وهو الذي شاقه إصلاح سكة مح ... راث بمطل الذي في صنعه مهل

فأفتكها وهي محماة وسار بها ... حتى جميع الورى من خلفه قفلوا

لكنها حين عادت للهيب فلم ... تمس بالنار إكراماً له يصل

فضل تملأه من آثار والده ... (محمد) الأوحد المرضي له العمل

وذا أبوه (أبو العباس أحمد) من ... له مناقب ما إن فوقها ظللُ

الحجة الحافظ المحيي لسنة خي ... ر الخلق لما جميع الناس قد ذهلوا

يروي الصَّحاحَ جميعاً عن دراية ذي ... علم وفهم ولم يعرف له كسلُ

وذا الولي "ابن خود" قال أنه قد ... نال القطابة وهو الآن مكتمل

ومن كراماته فتحٌ لباب سوي ... قةٍ بليلٍ وهذا الباب منقفل

إذ حال قفله بين ابنٍ ووالدةٍ ... كادت بفرقته في الليل تنخزل

وكان حج أمير الركب فاعترضت ... له اللصوص فحالت دونهم حول

رأوا على قومه سوراً فجاء له ... كبيرهم خاضعاً مذ حزبه جهلوا

وهو الذي امتحن الباشا كرامته ... حتى رآها كصبح ليس ينفصل

إذ رام أن يمنع الأشراف راتبهم ... أو يأخذوه من النيران إن وصلوا

لذاك ألقاه في قدر النحاس به ... محميُّ زيت على نار لها شعل

فجاء هذا النقيب المرتضى وغدا ... يعطي رواتب أشراف به دخلوا

يفضي بكفه للزيت الوقود فما ... يرى له أثر إلا بها بلل

وعندها أيقن الباشا بمفخرة ... وأنَّه عين أشرافٍ به فضلوا

فأوقف الوقف مختصاً بينهم ... ودام يكرمهم ما سارت الإبل

فذا النقيب الذي طابت مفاخره ... وسيب علمه بين الناس ينهمل

هذا الذي منه هذا الفرع طاب وكم ... طابت به من فروع ما له مثلُ

وهو الذي من بينه محسن فغدا ... جدَّا إلى المحسنين الشمّ إذ فضلوا

هذا أبو محسن هذا أبو حسن ... وذا به نسب الأشراف يتصل

لله در كرام كان أصلهمُ ... هذا الذي به فاق الحليُ والحللُ

هذا التقي ابن ذاك المرتضى (حسن) ... نجل الذكي (علي) الفاضل الجلل

نجل الرضا (حسن) ابن الفذ (احمد) ... نجل (القاسم) اللذ على مولاه يتكل

وهو الحكيمُ الذي شاعت فضائله ... وطَّبه منه كم قد زالت العللُ

نجل الإمام (أبي عبد الإله) وذا ... نجل (قريش) بن (عيس) ما لهم مثل

بهم سما (عابد الرحمن) والدهم ... نجل الرضا (خلف) السامي به الأمل

نجل (علي) وذا نجل الرضا (فرجس) ... وذلك ابن (علي) من به جملوا

نجل (محمد المكتوم) من ظهرت ... به مفاخر أبناء به اتصلوا

وذاك جد العبيديين مفخر من ... تملكوا وهو في المجد قد رفلوا

قد كان شيعته فازوا بكتمه مذ ... كانت ترى وبنو العباس تقتتل

فهو غمام جليل حيث قد مكرمت ... له أبوة (إسماعيل) مذ كملوا

أيمة كلهم طابت مناقبهم ... ما فيهم من يرى في بيتهم وغل

<<  <   >  >>