وحيث حسن موقع إنشاء الرائد عند الدولة قلدتني نيشان الافتخار من الصنف الثاني من أول وهلة في ذي القعدة الحرام سنة ١٢٩٥ خمس وتسعين ومائتين وألف على يد الوزير الأكبر مصطفى بن اسماعيل آغة وقد استكملت بإعانة الله في الاعتكاف على إنشاء الرائد رغبة في خدمة الوطن مدة خمس سنين إلى أن أتت على البلاد ليلة المحاق، ووطئت من السطوة الأجنبية بكل ساق، وتباعد أهل الدين عن أن يكونوا من آلات العدو، يبدير بهم ما شاء في الحركة والعدو، وعند ذلك استعذت الله أن أكون له لسانأن نقول ما يريده البغاة أو نستعمل في ذلك بنانأن حتى اختار لتلك الخطة المهملة أخأن من تصدى لأن يكون عين العدو وأذنه في الشدة والرخأن فكان له مع ذلك لساناً وبنانأن ووسع العدو شكراً وأهل الدين امتهانأن حتى ضجت من ذلك صحف أهل الإسلام، ولازالوا يشددون التقريع لمن هم كالأنعام بل هم أضل، وكلهم مرق مروق السهم ووقع في الوحل، لكن على حال قد من الله علي وله الحمد بالعتق من تلك الربقة الخطيرة وفصلت عنها بعين قريرة، وإن أوقع ذلك حسرة في عموم أهل البلاد، وحسرتنا على ما أصاب الدين أعظم في هذا السواد، نسأل الله أن يجبر صدع الإسلام، بجاه نبيه عليه الصلاة والسلام، وقد جمعت ما أدعته في الرائد في اللطائف والترتيبات في كتاب سميته (غرر الفوائد بمحاسن الرائد) وقد كتب عليه أخونا الشيخ محمد بن الخوجة: [مجزوء الكامل]
غرر الفرائد جمَّلتْ ... جيد العلا ببدائعِ
لازلت تظهر مثله ... وتحوز شكر السامع
وهنا نتمم الفائدة بذكر نسب من صاهرت حيث كان فيهم نسب بضعتي حفظاً لحرمة النسب الذي أمر الله بحفظه.
[القليبيون]
والد أهلي هو أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن عبد الله بن الحاج حسين السلاوي المغربي، من ذرية الولي الصالح الشيخ عبد الله بن حسون دفين بلدسلا رضي الله عنه. وكان ميلاد ابنته المذكورة في شعبان الأكرم سنة ١٢٧٩ تسع وسبعين ومائتين وألف، وكان بنائي عليها ليلة الجمعة الثاني والعشرين من شعبان الأكرم سنة ١٢٩٤ أربع وتسعين ومائتين وألف.