أما بعد فطالما انطلقت ألسن الفصحاء بما للسند من الفضيلة، ورتعت أقلامهم في رياض كمالاته الجليلة، ولعمري إنه جدير بالعناية، إذ لا وثوق بعلون من ليس له منه كفاية، وقد أحاط خبراً بكليته وعلى قدر أهميته أخي في الله ذو السجايا الحسان، الساحب لذيل براعته وبلاغته على بدائع سحبان، المتفنن في علمي المعقول والمنقول، والمحصل على الكفاية بما يؤهله إلى الوصول، الشيخ السيد محمد السنوسي، ازال بحراً لإزالة الجهالة بمراهم معارفه يوسي فلذلك كان حريصاً على ثبات سنده وحفظ سياج روايته ومعتمده، وحيث كانت لي معه سابقية محاورة في فنون عقليه، ومشاركة في مسائل نقليه، تشبه درسو العلماء في الخيال، ولتشبه بالكرام من الكمال، رام انخراطي في جميع مشائخه الأعلام بإجازته فيما لي من البضاعة التي لا تستحق إتعاب الأقلام ولما كان المفضل من الدثار العلمي اسماً بما يؤول لهاتيك المزيه، ومحرضاً على تحصيل كمالتها الجليه، لم أجد مندوحة عن إسعافه، وموافقة لكمال أوصافه، فأجزت له بمالي من الباضعة في العلوم، وما أرويه من النثور والمنظوم، بما لي فيها من السند عن مشايخي الأعلام الجامعين لعلوم فضائل الإسلام، وأخصص سندي في الحديث الشريف لاسيما جامع الإمام البخاري ذي القدر المنيف، فأقول: إني قد أجزت له روايته عني بما أرويه عن شيخي فخر الإعلام، ودرة تاج الكرام، مولانا الشيخ سيدي محمد الشريف، عن شيخه العلامة سيدي محمد بيرم الرابع، عن شيخه العلامة سيدي محمد بن الشامي، عن شيخه محمد بن عبد السلام الناصري، عن محمد بن حسن الجنوي الحسني التطوان عن محمد بن عبد العزيز الحنفي، عن محمد الباهلي، عن الواعظ محمد بن الحجار، عن النجم حمد بن محمد الغيطي، عن الإمام محمد بن محمد الدلجي، عن القطب محمد الحظيري، عن الجاد المجتهد محمد المراغي، عن فخر الأئمة، عن محمد القرنشندي عن محمد بن بليج بن كيكدي عن محمد بن مسلم الخيلي عن الشيخ محمد بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي، عن عمه الشيخ محمد بن عبد الواحد، عن لشيخ محمد بن أبي القاسم القطان، عن الشيخ محمد بن محمد المفيد، عن محمد بن طاهر المقدسي، عن محمد بن عبد الواحد البزار، عن الزكي محمد بن محمد بن عثمان عن محمد بن مكي، عن محمد بن يوسف الفربري عن محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله تعالى ورضي الله عنه وعنهم أجمعين، وعنا بهم، ونوصي لابني في هذا المنزع العظيم بأني أذكره بأن ملاك المر كله التقوى والسلوك على الصراط المستقيم وكتب في جمادى الثانية سنة ١٢٩٣ ثلاث وتسعين ومائتين وألف.
وقد توفي في حلوان من البلاد المصرية صبيحة يوم الخميس السابع والعشرين من ربيع سنة ١٣٠٧ سبع وثلاثمائة وألف.
[الشيخ الطبيب السبعي]
هو شيخنا أبو عبد محمد الطيب السبعي، قرأ على فحول العلماء منهم الشيخ محمدج بيرم الثالث قرأ عليه البخيصي، وقرأ على الشيخ محمد النيفر والشيخ محمد بن عاشور والشيخ الشاذلي بن المؤدب والشيخ إبراهيم الرياحي، وتقدم لخطة التدريس بجامع الزيتونة في الرتبة الأولى منتصف رج سنة ١٢٨٤ أربع وثمانين ومائتين وألف عوضاً عن الشيخ عبد الله الدراجي لسكناه بالمدينة المنورة وتقدم خطيباً وإماماً بجامع سبحان الله، وهو عالم موثق خير عفيف تقي مواظب على دروسه حسن الإلقاء متواضع.
حضرت له في بعض الختام بالجامع المذكور في رمضان، وقرأت عليه شرح القاضي على إيساغوجي جزاه الله عنا أحسن الجزاء آمين.