تكّلف وشيَ حلته حسين ... لذاك الحسُ مقصورٌ عليه
وذاك الوشي أعجز كل حبر ... حكيم، أو أديب، أو فقيه
فيالك من كتاب إنْ تؤزخْ ... (ترى من كل علم فاق فيه)
وكان مع علمه وجلالته امتحن على عهد الباشا علي بالسجن وأطلق بعد ذلك وهنأه جميع شعراء عصره بقصائد غراء وورى فيه بالحسين واليزيد الشيخ أبو الحسن علي الغراب في قوله: [المتقارب]
إذا ماعدوك في القول زاد ... على ما جرى مثلما قد يريد
فلا غرو أن زاد ما لم يقع ... فإنّ عدو الحسين يزيد
وقد شطّر هذين البيتين كثير من شعراء العصر.
وكان الشيخ خيراً زكياً نبيهاً أديباً فاضلاً وقفت له على مقامة بديعة من جيد النثر ولطيف الشعر خاطب بها صاحبه الشيخ أحمد العصفوري تبلغ نحو كراس، وقد فصل فيها اثني عشر علماً ووصف بها ممدوحه.
وتقدم لخطة القضاء على عهد الأمير علي باي يوم الأحد الرابع من رجب الأصب سنة ١١٩٣ ثلاث وتسعين ومائة وألف ثم عزل منها يوم الاثنين السادس والعشرين من ربيع الثاني سنة ١١٩٤ أربع وتسعين ومائة وألف.
وكان له ولد وهو الشيخ محمد بفتح أوله ولي خطة الإمامة بجامع محمد باي الذي أمام زاوية الشيخ سيدي محرز بن خلف وتوفي الإمام المذكور يوم الاثنين الثامن من ربيع الثاني سنة ١٢١١ إحدى عشرة ومائتين وألف ودفن حيثد فن والده بالسلسلة عليهما رحمة الله. وكانت وفاة والده عقب عزله من خطة القضاء بمر كان به وكتب على قبره: [الكامل]
حتى متى تنسى مفاجأة الحمامْ ... فكأنما ترجو لمحياك الدوامْ
عجباً لمن لم يتعظ بمآله ... أيظن أنه خالد دون الأنامْ
فليعتبر بالشامخ الهمم الذي ... كانت به الآمال تأتي والمرامْ
حسن الزعين الترجمان المرتدي ... حلل المحامد من مزاياه الجسامْ
قد كان يملأ كلعين همَّةً ... ومروءة ويرد منقبل السلامْ
ويقوم للراجج يبت بليغ المنى ... ويبر بالجاني ويرثي للمضامْ
ويرقُّ للفقراء ويحمل ذا العنا ... ويذبُّ عمن قد أُهين من الكرامْ
ولطالما جر انتفاعاً للورى ... من غير ما حثٌّ عليه ولا كلامْ
هذا وفي كل العلوم قد ارتقى ... رتباً أبت من بعد فقده أن ترامْ
لما تكامل عيشه وزها به ... وجه الزمان وحل منزلة المقامْ
وافته في عجل منيته وقد ... عجز الحميم وحنَّ منيرعى الذمامْ
فمضى لأكرمِ ماجدٍ يرجو القرى ... والصفح في يوم التغابن والزحامْ
فلذا أتى لما انقضى تاريخه: ... (يا ماجداً حسن من الحسن الهمامْ)
[١٩ الشيخ حسن برناز]
تقدمت ترجمته مستوفاة في المفتين وتقدم لخطة القضاء بعد الشيخ محمد بيرم الثاني أوائل المحرم سنة ١٢١٥ خمس عشرة ومائتين وألف.
وكان مع علمه غراً كريماً فأخره الأمير حمودة باشا من الخطة المذكورة وأولاه الفتيا. عليه رحمة الله.
[٢٠ الشيخ أحمد بن الخوجة]
تقدم بسط ترجمته في المفين وولي خطة القضاء بعد تأخير من قبله في ذي الحجة الحرام سنة ١٢١٩ تسع عشرة ومائتين وألف وأفام بها نحو العشر سنين وارتقى عنها إلى الفتيا عليه رحمة الله آمين.
٢١ الشيخ مصطفى دنقزلي