للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صلاها لهيب الوجد حتى كأنها ... هشيمٌ أمالته الرياح مقلعا

وطارت به فوق الأكفّ تكرماً ... إلى أن علافوق الؤوس مشيعا

وأضحت ربوع الأنس منه بلاقعا ... وصار كبدر بالمحاق تقنعا

ففاضت عيون الحاضرين تأسفاً ... وقامت على الأطلال تَسكبُ أدمعا

وغيّب فخر الدين في الترب بعدما ... تسربل في برد الرضى متافعا

وحفت به أنجاله فكأنهم ... بدور بها أفق المهابة رصعّا

وعهدي بهم من أمهم بملمة ... كسوه من الصبر الممدد أدرعا

ولكن ريب الدهر كدّر صفوهم ... بفقد الذي فيه الكمال تجمعا

عليه من المولى شآبيب رحمة ... وأسكنه روض الجنان ممتعا

بحق رسول أعطر الكون نشره ... ومن كفه ماء نمير تنبعا

عليه متى هب النسيم تحية ... تُقبِّلُ ترباً من سناه ترفعا

ورثاه الشيخ لطف الله الأعجمي بقوله: [البسيط]

رمى الحمام سهام البطش وابتدرا ... فقال ما يتمنى وارتضى القدرا

كشخص طيف سرى أو ظل قائلة ... أم السراب رأى الظمآن ما نكرا

أم شمس فضل عدت بالكسف أو قمر ... أوى الأفول أو البرجيس قد سترا

لله در صفي بارع ندس ... حبر شفوق رضي مبرز غِيرا

سُوسيهم مولدا أصفاهم خلدا ... في مذهب مسعد بالمالكي افتخرا

عمر تزاحم فيه المجد منسجما ... والعلم والحلم من أردانه انتشرا

والزهد غب صلاح لم يزل ثملا ... من قرقف البر لما كان مشتهرا

شرّفت بالنشر إفريقية فسمت ... شأناً على كل أرض الغرب وانتصرا

فاشتف كل غليل قدر مطلبه ... طفل وشب كهولا عمهم أثرا

هاجت زكية نفس منك سامية ... إلى حظيرة قدس فاصطفت سفرا

فحبذا موئل نعم المحيط لها ... عيش نعيم هني خالد طهرا

غطريف رهط أتيت هاهنا وكذا ... نعم العلا ودلاص العين مدّخرا

في سبسب بِهمُ فاحت شقائقه ... بالمسك كالغادة الحسناء حين تُرى

لا سيما بذريمن قد خصصت به ... نجلاً أصيلاً حفيداً بالثناء عرا

أغصان فيض إذا ماست يحاولها ... رشدو فيها جنى منها الرضى ثمرا

يُبقيهمُ بسرور ما حوى كرما ... عليك غفران ربي خالق لورى

[الجراديون]

والدة جدتي للام هي آمنة بنت الشريف أبي الحسن علي ابن الشيخ علي أيضاً جراد بيت شرف متصل برسول الله صلى الله عليه وسلم أما والدة آمنة المذكورة فهي شلبية بنت التاجر محمد بن الطاهر بن زاكور الفاسي، وقفت على رسم وفاتها عليها رحمة الله. وقد أضاف الشيخ علي جراد إلى شرف نسبه شرف حسبه فكان عالماص عاملاً فاضلاً تقدم لخطة التدريس وولي إمامة جامع باب الجزيرة وتقدم للتدريس بمسجد القنيطرة، وقد زيد ولده بعد وفاته فسمي باسمه. واشتغل بصناعة الشاشية وهي الصناعة التي بقيت لبنيه. وكيفية اتصال نسبي هو أن العبد الضعيف محمد السنوسي بن منا السقاطية بنت فاطمة السوسية بنت الشريفة آمنة بنت علي ابن الخطيب المدرس الشريف علي جراد، وكان أبو عبد الله محمد بن علي بن علي جراد موثقاً تقدم لخطة العدالة واسترزق بالإشهاد بتونس وكلهم يلبسون العمامة الخضراء علامة عن شرفهم المشهور، وهم فروع ثلاثة من أصل واحد بمدينة القيروان ومنهم الولي الصالح الشيخ علي جراد صاحب الكرامات المشهورة في القيروان وقد توفي في حدود الثمانين ومائة وألف، والفرع الثاني ببلد مساكن من عمل الساحل، والفرع الثالث مقيم بتونس، وقد اتصلت بسلسلة آباء الفرع المساكني فكان منهم الشريف أبو عبد الله محمد بن أحمد بن صالح بن رمضان ابن المدرس إبراهيم جراد بن علي بن علال بن محمد بن علي بن محمد بن محمد أيضاص ابن عمر بن عبد الواحد بن أحمد بن علي بن يحيى الجوطي بن القاسم بن إدريس الاصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

المحجوزيون

<<  <   >  >>