للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أم والد والدة جدتي للأم هي الشريفة الأصيلة منا بنت الشيخ أحمد ين سعيد بن إبراهيم المحجوز، وذلك أن والد والدة جدتي للأم هو الشيخ علي بن علي جراد على ما سبق ذكره، ووالدة الشيخ علي المذكور هي منا المحجوزية إذ أن والده سميَّه الخطيب المدرسَ الشيخ علي جراد قد تزوج بها وأوتي منها بولده سميِّه وهي إحدى الست من بنات الشيخ أحمد بن سعيد إبراهيم المحجوز توفي أحمد المذكور عنهن وعن ولده أبي النجاة سالم المحجوز، وقد وقفت على تضمين رسم وفاة الشيخ أحمد المذكور في أثناء رسم بيع تضمن أنه توفي عن زوجنه ملوكة بنت الحاج الحمامي وولدِه سالم وبناته خدوجة وفاطمة ومنا وعائشة وصالحة وكبيرة، وكان البيع المذكور أوائل شوال سنة ١١٥٢ اثنتين وخمسين ومائة وألف، وفيه تحليته بالشريف الفقيه الإمام، ولم ندر هل شرفه من قبل والده ولم نر تحليته بذلك أم من قبل أمه وهذه كيفية اتصال نسبي به إذ هذا العبد الضعيف مَحمد السنوسي بن منا السقاطية بنت فاطمة السوسية بنت آمنة بنت علي جراد بن منا بنت الشريف أحمد بن سعيد بن إبراهيم المحجوز رضي الله عنه.

وكان هذا الجد سعيد بن إبراهيم المحجوز عالماً محدثاً ورعاً صالحاً كثير الرؤيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قرأ العلم بتونس على فحول منهم الشيخ أحمد الشريف إمام مسجد دار الباشا وتضلع من المعقول والمنقول وكان حافظاً لصحاح أحاديث الرسول فتصدى لبث العلم وقرأ عليه كثير من الفحول منهم الشيخ محمد الخضراوي وقرأ عليه الصحاح الستة والشيخ محمد سعادة والشيخ عبد الكبير الصوفي والشيخ أحمد الطرودي والمفتي المالكي الشيخ محمد ابن المدروس محمد جعيط وغيرهم، وقد ذكره الشيخ محمد برناز في كتابه الشهب المحروقة في الرد على أهل الزندقة في أثناء استطراده ترجمة العالم الشيخ محمد الزاوي فقال وأنه قد ناب الخطيب المحدث والشهرة له فيه الشيخ سعيد بن ابراهيم المحجوز أحد فضلاء بلادنا وكان أمين المؤدبين وما من أحد تعاطى الحديث ببلادنا من معاصريه إلّا وله به سند وكان شديد النكير على متعاطي شرب الدخان وكان معتنياً بالحديث النبوي وكان يجلس للإقراء على وسادة لعجزه. وقد قرأ مختصر القدوري على الشيخ محمد بالفتح ابن شعبان الحنفي بالمدرسة اليوسفية وتوفي في طريق الحج قبل أن يصل إلى الإسكندرية بغير مرض وإنما أصابه ضعف يوم موته فمات راكباً على بغلته قبل العصر ودفن هنالك ولما رجع الركب إلى ذلك الموضع وجدوه كيوم وضع فحملوه بصندوق ودفن بتونس، وكانت في شهر رمضان سنة ١١١٩ تسع عشرة ومائة وألف عليه رحمة الله.

قلت وقد بلغني من بعض ذريته أن سبب حمل الشيخ من مدفنه هو أن الركب لما وصل إلى ذلك المكان عند إيابه وكان كبيره الشيخ الغفاري فرأى الشيخ ليلة مبيته هنالك في النوم يقول له كيف يا أخي نأتي جميعاً وترجع وحدك وتتركني مدفوناً هنا فقال له شيخ الركب وأين يكون دفنك يا سيدي فقال له الشيخ بزاوية الشيخ سيدي منصور بن جردان فقال له إني لم أعلم مكان قبرك حتى أحملك منه فقال له الشيخ انظر العلامة التي تدلك عليه واحملني فلما كان من الغد خرج شيخ الركب يتقصص قبر الشيخ وبينما هو كذلك وإذا بطائر أبيض يحوم حول موضع مرتفع من التراب ونزل عليه فلم يشك في أن ذلك هو قبر الشيخ فأمر بحفره فإذا هو كما وضع فحمله ودفن بزاوية الشيخ سيدي منصور وقبره يقابل الداخل للزاوية بالبرطال وعليه تابوت يزوره زائر والزاوية رضي الله عنه.

وقد ذكره مؤرخ الدولة الحسينية المولى حسين خوجة في كتابه بشائر أهل الإيمان عند ذكر علماء الدولة فقال ومنهم العالم العلامة الفاضل الإمام الخطيب المحدث فريد عصره ووحيد دهره الشيخ سيدي سعيد بن إبراهيم المحجوز قدوة المحدثين وسند المحققين قرأعلى علماء عصره بمدينة تونس وحصل عليهم وأجازوه في كثير من العلوم وله سند عال في الكتب الستة في الحديث عالماً فاضلاً تقياً زاهداً تصدى للتدريس في أماكن متعددة ثم لازم التدريس بالجامع الأعظم جامع الزيتونة واستفاد منه خلق كثير كان شيخ عصره وزمانه في الرواية والدراية وله شرح على الموطأ غير كامل وتخرج عنه أناس كثيرة.

<<  <   >  >>