للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فجدهم المحجوب يعزى نجاره ... لبيت شريف من خيار القبائل

لقد كان في الفتيا حميداً وما رأى ... له أحد فيه جنوحاً لباطل

فيكفيه ما قد ناله من أوائل ... أقر لهم بالفضل جمع الأفاضل

فقد زينت الفتوى بهم وتبرجت ... وتاهت على رغم الحسود المجادل

بهم قد أشاد الله مذهب مالك ... وأحيوا رسوماً قد خلت من مماثل

وقد كان للدين الحنيفي صارماً ... وفي الحق ما مالوا إلى قول عاذل

فيا زائراً بالله أدع برحمة ... تواجهه عند انتهاء المآمل

وأهد له أم الكتاب مردداً ... ولا تك عما قد سئلت بغافل

عليه من الرحمن أزكى تحية ... تروح عليه بالضحى والأصائل

وكافئه يا ربّ بقول مؤرخ ... (له برياض الخلد أعلى المنازل)

?٣٠

[الشيخ إسماعيل التميمي]

هو الشيخ أبو إسماعيل بن محمد بن حمودة باشا الشريف التميمي ولد ببلد منزل تميم عام ١١٦٥ خمس وستين ومائة وألف، وحفظ بها القرآن العظيم على العارف بالله الشيخ أحمد بن سليمان.

ثم قدم إلى حاضرة تونس في طلب العلم الشريف، وتصدى للأخذ عن شيوخ الجامع، فقرأ على الشيخ محمد الغنجاتي والشيخ محمد الشحمي وغيرهما ولازم فحلي المعقول والمنقول الشيخ عمر المحجوب والشيخ صالح الكواش فأخذ عنهما ما لاح به بدراً في أفق المعارف، يسدي من تحقيقه وتحريره أعز العوارف.

وقد أجازه شيخه المحجوب بإجازة بديعة نصها: [الكامل]

حمداً لك اللهم يا من أنعما ... بخرائدِ العلم العزيز وعلَّما

واستنهض النقاد في تحويطها ... بخياطة الإسناد أن لا تكلما

فنفوا شماريج الحديث وبينوا ... موضوعه وجلوا عن القلب العما

حتى اجتنينا بعد كل سلجلج ... بل واجتلينا منه حالية الدُّمى

وشكراً على نعمائك التي بسطت لنا خوانها، وآلائك التي هصرت لنا أفنانها، ونستوهب منك عرفاناً يزجينا إليك، وإيقاناً يدلنا عليك، وغفراناً نصل به حبالنا، ونسند إليه آمالنا.

[الكامل]

يا من خزائن جوده مملوّة ... وذخيرةٌ مرجوّة للمذنبِ

ونصلي ونسلم على محمد واسطة عقد النظام، ونور حديقة الانتظام، الذي شاد من الشريعة بنيانها، وأقام لقسطاس العدل أركانها، وعلى آله وأصحابه الذين أشرقت في سماء الملة نجومهم، وأحرقت مردة العداء رجومهم، صلاة وسلاماً يهمي مدرارهما، فتوالى على ممر الأحقاب تكرارهما.

وبعد فإن العبد الفقير الغريق في بحور التسويف، عمر بن القاسم المحجوب الشريف، تجلى الله له باسمه اللطيف، وأسبغ عليه ظل غفرانه الوريف، يقول إن أخانا في الله ومحبنا من أجله الفقيه النجيب الأنبه الأريب السيد الشريف ذي القدر المنيف، أبا الفداء إسماعيل ابن المرحوم أبي عبد الله محمد باشا التميمي حرس الله بهجته، وحاط عن الغلط مهجته، ممن أرهف في العلوم ظباته، وهز في ميدانها قناته، وتسنم من آيات المسائل غاربها، ونال من الفنون رغائبها، وارتضع أخلاقها، وعرف من المنقولات وفاقها وخلافها، وأخذ من الرواية بعنانها، وجالت من خيل الدراية في ميدانها، وقد لازمنا مدة مديدة وقرأ علينا كتباً عديدة، واقترح علي أعزه أن أجيزه، وأن ينظم في سلك هذه الأسانيد إبريزه، وعلمه محيط بأنا لسنا من أهل الاستجارة فضلاً عن الإجازة.

[الطويل]

ولكن إذا ما أقفرت دار زينبٍ ... وصوّح واديها وجفَّ معينها

فلا غرو أن يستمرأ التمرد وارداً ... ويسمى هزيلاً حين عزَّ سمينها

<<  <   >  >>