وهو عالم فاضل محقق حسن الأخلاق أديب ينظم شعراً جيداً وينثر نثراً بديعاً له عناية زائدة بالعلوم العقلية وله فيها تحرير غريب وهو غزير البحث في دروسه يميل إلى مباحثة تلامذته منصف من نفسه في العلم مواظب على دروسه يميل إلى الخمول ضعيف البدن مصاب باحتباس البول يمنعه من الإقراء في الشتاء كثيراً قرأت عليه شرح القطر لابن هشام بحاشيتي الشيخ حسن الشريف والسجاعي وقطعة من مختصر السعد على التلخيص ودروساً من مقدمة التلخيص بالمطول وحواشيه قراءة تحقيق وبحث ونبذة من الشمائل بشرح الباجوري غير أنه لما ولي خطة قضاء باردو اشتغل بها عن التدريس ولما تقدم إلى الفتيا رجع إلى مألوف عادته في التدريس فابتدأنا عليه شرح السعد على العقائد النسفية بحواشي الخيالي وعبد الحكيم قراءة بلفت الغاية في التحقيق ةالتحرير ةقد حض ر في ذلك الدرس كثير من أعيان العلماء ولذلك كان له به عناية زائدة جزاه الله أحسن الجزاء آمين (وتوفي بعد وال يوم الأربعاء آخر جمادى الثانية ١٣٠٩ ودفن جوار سيدي عبد العزيز القسنطيني بالزلاج عليه رحمة الله) .
[٤٩ الشيخ أحمد الشريف]
هو شيخنا أبو العباس أحمد بن حمدة بن محمد بن عبد الكبير بن أحمد بن محمد بن أحمد الشريف إمام مسجد دار الباشا وهلم جرا إلى سلسلة شرفه المتصلة برسول الله صلّى الله عليه وسلم فهو حفيد إمام جامع الزيتونة المتقدم الذكر.
وكان والده خيراً فاضلاً متخلقاً بأخلاق النبوة تقدم لشهادة الديوان حين ولي والده إمامة جامع الزيتونة ثم بعد وفاة والده تقدم عوضه لدرس جامع محمد باي المرادي وإمامة مسجد دار الباشا والدرسين بجامع الزيتونة رضي الله عنه وتوفي يزم الأربعاء الثالث والعشرين من أشرف الربيعين سنة ١٢٦٦ ستو ستين ومائتين وألف.
وكانت ولادة صاحب الترجمة سنو ١٢٥١ خمسين أو إحدى وخمسين ومائتين وألف ونشأ أسلافه الكرام وقرأ القرآن العظيم وابتدأ قراءة العلم الشريف بجامع الزيتونة عام ١٢٦٨ ثمانية وستين فقرأ على الشيخ محمد بن الخوجة والشيخ حسن بن الخوجة شرح الشيخ خالد على الآجرومية وقرأ على أحمد عاشور نبذة من الدرة، وقرأ على الشيخ محمد الشاهد الفاكهي، وقرأ على الشيخ الشاذلي بن صالح شرح سيدي خالد على الآجرومية والأزهرية والقطر والدمنهوري على السمرقندية، وقرأ على الشيخ علي العفيف سيدي خالد على الآجرومية والأزهرية والقطر والمكودي على الألفية والأشموني عليها وميارة على ابن عاشر والكفاية والخرشي على المختر الخليلي وشرح الشيخ عبد الباقي عليه وأكثر الوطأ والشفا وصحيحي البخاري ومسلم الجميع دراية. وجلس للتدريس بجامع الزيتونة فقرأت عليه شرح الشيخ خالد على الآجرومية من باب الأفعال إلى أخره قراءة نصح يتوصل بها المبتدي إلى غاية المسئلة، ومع ذلك يكد على ما يقرئه أولاً بالمراجعة وهو عالم نقي العرض، كريم الأصل والأخلاق، يقطر وجهه حياء عاليس الهمة، جميل السمت حسن الملتقى، تقدم لمشيخة مدرسة حوانيت عاشور أواخر حجة الحرام سنة ١٢٨٤ أربع وثمانين ومائتين وألف، وختم فيها الأختام اللطيفة الغراء.
وتقدم للنيابة في رواية الحديث في الأشهر الثلاثة بجامع الزيتونة عند مرض الشيخ صالح النيفر في عام وفاته.
ثم تقدم مفتياً ثامناً يوم الأحد الحادي والعشرين من شعبان الأكرم سنة ١٢٩٠تسعين، ولما توفي اللشيخ صالح النيفر صار مفتياً سابعاًُ، وقدمه المشير محمد الصادق باشا باي إماماً ثالثاً بجامع الزيتونة في الصثاني والعشرين من ذي القعدة الحرام سنة ١٢٩٠، ولما توفي الشيخ علي العفيف صار مفتياً سادساًَ، وتقدم خليفة لابن عمه بجامع الزيتونة في الخامس والعشرين من جمادىالثانية وتقدم خليفة لابن عمه بجامع الزيتونة في الخامس والعشرين من جمادى الثانية