للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والدين غُرِّر وجههُ بطلاقة ... والشرع قد أضحى قرير محاجرِ

والحق عم غداة أصبح صادعاً ... بولاية الحبر الهمام الطاهرِ

إذ كان رابع معشر فازت بهم ... خطط القضا كل كليث هاصرِ

فغدت بهم دار الشريعة ترتقي ... لمفاخر شاعت كمثل سائرِ

وهم النيافرة الذين تناولوا ... تلك الرئاسة كابراً عن كابرِ

لله مجدهم فمن حسب ومن ... نسب زكي قد رقوا لمفاخرِ

طابت أصولهم وأينع فرعهم ... فيه نرى للدين أعظم ناصرِ

علامة الغبرا ونحرير النهى ... وإمغم من فازوا بخير مشاعرِ

دراكة المعقول والمنقول بَحْ ... رٌ طمّ في الخضرا بموج زاخرِ

وبشمس فكر قد غدت منجابة ... عن مشكلات مدلهم دياجيرِ

يسدي إلى المسترشدين أجل ما ... بسنائه هديُ الضلول الحائرِ

فمتى رقى فوق المنابر أسمع ال ... صم الدعا وألان صلد حناجرِ

ومتى روى عن جده في درسه ... فالقلب يعمر مذ روى عن عامرِ

فترى البرية خشع الأبصار قد ... هملت عيونهم بدمع هامرِ

ومتى يجُلْ في فقه مذهب مالك ... يسمع تحارير الإمام (المازري)

أما إذا قدح الزناد وحل في ... درس البيان فذاك (عبد القاهر)

فهو المجلي في ميادين المعا ... رف بين أرباب العفاف الفاخرِ

واليوم قام لنصر شرعة أحمدٍ ... بجيوش إنصاف وعون القادرِ

سيرى بخيسِ ليوثها كالغيث إذ ... ينهل بالأحكام غير مظاهرِ

فليُهنِ تونس والأهالي كلهم ... أن قد سمت بهزبر عدل ماهرِ

إذ كنت يا قاضي القضاة كفيلها ... بُقياً تسوق حقوقها لعشائرِ

فاهنأ ودم واقبل إليك عقيلة ... حيت بوجه من جمال سافرِ

وافتك بنت الأمس تجتلب الرضى ... فاسعف لها كف القبول الوافرِ

فلأنها سحر النهى بين المها ... ترنو بطرف ذابل متكاسرِ

كل القلوب لها تهش صبابة ... إذ أنبأت عن فضلك المتكاثرِ

أحكمت رصف الدر في أبياتها ... فتناسقت منها عقود جواهرِ

بانت ولا منّ عليك ولا فخا ... ر لي بها ما حاكها من شاعرِ

صعقت بها حسادنا وصغت لها ... أهل الوداد بكل قلب حاضرِ

فسقتهم كأس المسرة بعد أن ... وافتهم بسنى جمال باهرِ

حتى غدوا طُّراً نشاوى مثل ما ... عمت ببشرى قاطن ومسافرِ

لازال يغمر كل أهل الأرض من ... علياك في التاريخ عز بشائرِ

(وتوفي على خطة القضاء بمرض لازم به الفراش شهرين، ورأى نقهاً فتوجه إلى رادس وهنالك كانت وفاته عشية الجمعة ونقل للحاضرة ووقع تشييع جنازته صبيحة السبت الخامس عشر من شوال الأكرم سنة ١٣١١ إحدى عشرة وثلاثمائة وألف، عليه رحمة الله) .

[ملحق]

[ترجمة الشيخ محمد الصادق النيفر]

[محمد الصادق النيفر]

وهو أبو الوفاء الصادق بن الشيخ المدرس محمد الطاهر بن التاجر البار الصالح أبي الثناء محمود بن السيد الجليل التاجر الصادق الخير تالي كتاب الله عز وجل صباح مساء أحمد النيفر أصل هذه الأسرة نقتصر في ترجمة هذا الشيخ على ما كتبته المجلة الزيتونية عنه في الجزء الخامس من المجلد الثاني الصادر في ذي الحجة من سنة ست وخمسين وثلاثمائة وألف.

جاء في هذا العدد تحت عنوان.

[ترجمة فقيد العلم الشيخ محمد الصادق النيفر]

ما يأتي بعد كلمات وجيزة في التعريف ببعض سلف الشيخ وأنه يتصل بالسيد محمود بن السيد أحمد، وأمه بنت العلامة الطائر الصيت الشيخ محمد الطاهر النيفر قاضي الجماعة المتوفى سنة ١٣١١ وأمها من بيت الوزير إحدى بيوتات الأندلس العريقة الوجيهة.

[مولده ونشأته الأولى]

ولد رحمه الله في جمادى الآخرى سنة (١٢٩٩) بدار جده لأبيه حيث يسكن والده وأعمامه في حومة جامع غربال قرب جامع الزيتونة وتبناه جده لأمه الشيخ الطاهر فتولى تربيته بنفسه وحفظ القرآن الحكيم تحت إشرافه بضريح الشيخ الصالح المشهور بسيدي يانس المجاور لدار الشيخ رحمه الله على المعلم الشيخ محمد الزواري أحد شهود المرسى اليوم.

دخول جامع الزيتونة وطور الاستفادة

<<  <   >  >>