للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أقبل نزيلاً أتى يرجو قرا كله ... ويستحير من الأسواء والنقمِ

أحسن كرامته أجز لمثوبته ... وكن أماناً لهمن لفح مصطلمِ

هو الإمام مرادٌ حفظ ومعرفة ... تزري بكل لبيبعاقب فهمِ

وإن رقى منبراً يوماً لموعظة ... ترى المدامع منسهلٍ بمنسجمِ

وإن أتى مجلساً يوماً لفصل قضا ... تراه يفصل بين الخصم والحكمِ

فاغفر له ما جنى ياذا الجلال وكن ... له مجيراً من التوبيخ والندمِ

في يوم حشرٍ إذا ضاق الخناق وقد ... أمرت بالجمع يا مولاي للأممِ

واقبل دعاء الذي يا رب أرخه: ... (فاجعل مراداً بالرضا العممِ)

[١٦ الشيخ محمد قارة بطاق]

هو الشيخ أبو عبد الله محمد قارة بطاق بن مصطفى خوجة، ولد ببلد طرابلس صبيحة يوم السبت السادس والعشرين من شعبان الأكرم سنة ١١١٢ اثنتي عشرة ومائة وألف وارتحل لتونس في طلب العلم، وقرأ على أعلام تونس فجود القرآن بالعشر على الشيخ حمودة العامر يو الشيخ رمضان القروي والشيخ أحمد التونسي والشيخ قاسم الجبالي.

وشارك في علوم كثيرة وانرد بعلوم القراءات فألّف فيها كتابه تحفة البررة بقراءة الثلاثة المتممين للشرة وقرظها الشيخ محمد الخضراوي بقوله: [الخفيف]

بوجوه من القراءات تتلى ... بنظا ميفوق عقد الجمانِ

ومزيد من فهم علم وكتب ... جمعت طرق أحرف القرآنِ

سيما ما أبدا هقزمٌ همام ... قارة باطاق فارس الميدانِ

فجزاه الإله خير جزاء ... وحماه من طارق الحدثانِ

عندما قد نشقت طيب شذاها ... وبلغتا لمنى بها والأماني

وسرى أمرها السر يبقلبي ... فتمايلت منه كالنشوانِ

قلت سبحان من هداه لهذا ... جلّ ربُّ العطاء والإحسانِ

وشهد بفضله العموم، وجلس لتجويد القرآن بجامع الزيتونة على عهد الأمير حسين باشا، ثم قدمه للتجويد بجامع محمد باي الحنفي. وألف كتاباً آخر سماه الجواهر النضرة والرياض العطرة في متواتر القراءات العشرة وكان مفرد عصره في ذلك الهلم الجليل.

وتقدم إماماً وخطيباً وراوياً بالجامع الحسيني على عهد الباشا علي، ثم لما رجع الملك إلى الأمير محمد الرشيد باشا باي وقدم للخطة المذكورة الشيخ حسين البارودي عوضه من ذلك إمامة الخمس بالجامع الباشي خاصة، غير أن الشيخ البارودي استنابه في جميع وظائف الجامع الحسيني.

ثم قدمع الأمير علي باشا باي لخطة القضاء سنة ١١٩٠ تسعين ومائة وألف ثم عزله يوم السبت الرابع والعشرين من ربيع الأول سنة ١١٩٢ اثنتين وتسعين ومائة وألف، وأبقيت بيده إمامة الجامع الباشي إلى أن توفي في رجب الأصب سنة ١١٩٧ سبع وتسعين ومائة وألف عليه رحمة الله.

[١٧ الشيخ محمد بيرم الثاني]

تقدمت ترجمته في المفتين مستوفاة. وتقدم لخطة القضاء على ما سلف في بسطه يوم السبت الرابع والعشرين من ربيع الأول سنة ٩٢ اثنتين وتسعين ومائة وألف، واستقال منها فأقيل يوم الأحد الرابع من رجب الأصب سنة ١١٩٣ ثلاث وتسعين ومائة وألف، ثم أعيد إليها يوم الاثنين السادس والعشرين من ربيع الثاني عام ١١٩٤أربعة وتسعين ومائة وألف ولازم القيام بها بعد ذلك إحدى عشرة سنة ثم ارتقة عنها إلى الفتيا عليه رحمة الله تعالى.

[١٨ الشيخ حسونة الترجمان]

هو الشيخ أبو محمد حسونة بن مصطفة الترجمان كان عالماً جليلاً، وحازماً نبيلاً، صاحب اعتناء وفضل وجاه وإقبال.

وقد جمع لنفسه مجموعاً علمياً جعله كناشاً، فتهافت الشعراء على تقريظه وقرظه الشيخ أحمد سميه مؤرخاً بقوله: [الكامل]

نعم الصنيع أتى به حسن الرضا ... لذوي النهى أهلا لفصاحة والنجادْ

جمع المسائل فيسلوك عجائبٍ ... فتفردت بين المسائل بالرشادْ

أنّى نظرت بديع دفتره انثني ... إلّا وأشرقت المعاني بازديادْ

لما نظرت إلى بديع جماله ... عفتُ الرقاد ولذ لي طعم السهادْ

أجلى الإفادة للورى فلأجل ذا ... بمحرم أرخت كنا شٌأفاد)

وقرظه الشيخ علي الغراب بقوله: [الوافر]

كتاب جامع منكل فنِّ ... حكى البستان في زهروتيه

إلى الكناش ينسب حين يدعي ... وتاريخاً إذا يعزى إليه

فيا لك جامعاً في الحسن فرداً ... فليس لما تضمن من شيبه

<<  <   >  >>