إن الشيخ المحجوز له اتصال بالولي الصالح سيدي سالم الحياص شهر الهياص تلميذ السيدة عائشة المنوبية رضي الله تعالى عنها ودفين القرجاني على يمين المار إلى مقامها والمتناقل عن الجدات السابقات أنهن يعتزين الشيخ من جهة الأمهات ومع إعمال البحث لم نظفر بجهة الاتصال وذلك ما يؤثره تباعد الزمان من تلاشي ما توجبه التعاريف، وغاية ما ظفرت به رسم مؤرخ سنة ٩٧٥ خمس وسبعين وتسعمائة يتضمن أن الشريف عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد الحياص أصله مغربي من العراقيين أبناء سقف وأن قدومهم كان من المغرب إلى المنستير ثم تنقلوا إلى المهدية من الساحل عمل تونس ثم قدموا إلى حاضرة تونس وتوفي الشريف السيد عبد الله الحياص عن زوجته عائشة بنت محمد علي المهدوي وأولاده فرج وعبد الرحمن وبو سلامة وسالم. ثم إن سالماً المذكور قد حفت به العناية الإلهية وسلك طريق أهل أبيه ونال الفتح الرباني على يد ولية الله السيدة عائشة المنوبية رضي الله عنها. وقد توفي رضي الله عنه عن زوجته فاطمة بنت مبارك مجيد وأولاده محمد وعائشة وجودة، وقد وقفت على رسم وفاة الشريف السيد محمد بتاريخ سنة ١٠٧٨ ثمان وسبعين وألف تضمن أنه توفي عن زوجته فاطمة بنت محمد الحبكي وأولاده فاطمة أيضاً وعلي وأبي القاسم، وأن السيدة عائشة بنت الشيخ سيدي سالم تزوجت بالوجيه مراد خوجة بن عبد الله التركي ووقفت على رسم حبس أوقفه مراد خوجة على زاوية الشيخ سيدي سالم لإقامة شعائرها وأحزاب ودرس بها وكان رسم التحبيس المذكور بتاريخ أواخر أشرف ربيع سنة ١١٥٨ ثمان وخمسين ومائة وألف متمم بشهادة العدلين محمد العصفوري وعلي بن طاير بإمضاء الشيخ أحمد القاضي الحنفي في ذلك العهد، وفيه جعل النظر للذرية وحيث انقرضت ذرية مراد خوجة المذكور على حين تلاشي الوقف الموقوف على الزاوية رجع الوقف إلى النظر العام ودخل لتصرف جمعية الأوقاف بعد انتصابها بقليل، ثم أقيم درس الحبس المذكور ونقل إلى جامع المقدس حمودة باشا المرادي لعسر الخروج لإقرائه بالزاوية وصدر أمر ولاية العبد الضعيف مدرساً لإقامة الدرس المذكور بجامع حمودة باشا في ٢١ شعبان الأكرم سنة ١٣٠١ إحدى وثلاثمائة وألف، فابتدأت هنالك شرح الدردير على المختصر الخليلي نقرأه بين العشائين نسأل الله التأييد.
ومع إعمال البحث في جامع الاتصال بين المحجوزين والهياصيين لم نجد من رسوم الوفيات ما يصح أن نعتمد عليه وذلك ما يؤثره تطاول السنين، ولم ندر أية البنات التي تضمنتها الوفيات الهياصية اتصلت بالمحجوز حتى اتصل بشرفها وإنما بحسب التاريخ والأسماء لم يبق من بنات الهياص من لم يعلم زوجها سوى فاطمة بنت محمد بن الشيخ سيدي سالم ووصف الشيخ أحمد بن سيدي سعيد المحجوز بالشرف في الرسوم دون والده يدل على شرف أمه، وتاريخ وفاة الشيخ سعيد المحجوز وتاريخ وفاة الشيخ محمد بن سالم الهياص صالحان لتزوج الشيخ سعيد المحجوز بالسيدة فاطمة بنت الشيخ محمد الهياص إذ يكون بعد وفاة والدها ووفاة زوجها إحدى وأربعونه سنة، وولدها الشيخ أحمد المحجوز الذي نتصل به وعلى هذا فأحمد المحجوز هو ابن فاطمة بنت محمد بن الشيخ سيدي سالم الهياص رضي الله عنه، وعلى كل حال فإن الاتصال في أصله ثابت وجميع أمهاتنا كن يأخذن من ريع حبس الهياص حين كان قائمأن وأما نسب الشيخ سيدي سالم فإنه ثابت متصل برسول الله صلى الله عليه وسلم إذ هو سالم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد الحياص بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن مسعود بن عيسى بن عثمان بن إسماعيل بن عبد الواحد بن عبد الوهاب بن يوسف بن عيسى بن عمران بن يحيى بن عبد الله بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن محمد بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.