وكان قاضي الأنكحة على عهده الشيخ عمر بن محمد بن إبراهيم بن عبد السيد الهاشمي صاحب النزاع مع ابن عبد الرفيع وذلك أن قاضي الأنكحة أذن بالإشهاد عدلين على نكاح ذميين فأنكر ذلك عليه القاضي ابن عبد الرفيع، وتشعب الخلاف بينهما فألف الهاشمي كتابه إدراك الصواب في أنكحة أهل الكتاب، ووافقه على ذلك ابن عرفة.
وألف ابن عبد الرفيع كتاباًفي المنع، ووافقه عليه ابن عبد السلام.
وكان ابن عبد الرفيع عارفاً بالوثائق منفذاً للأحكام لا يتهيب الأمراء. سالم العرض ألف مفيد الحكام والرد على المنتصر وأجوبة أسئلة القاضي أبي بكر الطرطوشي.
واختصر أجوبة ابن رشد وتوفي على خطته ثامن شهر رمضان سنة ٧٣٣ ثلاث وثلاثين وسبعمائة ودفن بدار أعدها لدفنه قرب جامع القصر وجعل بإزائها مكتباً لتعليم الصبيان رحمة الله عليه.
[٩ الشيخ عبد الرحمن القطان]
هو الشيخ أبو زيد عبد الرحمن بن القطان البلوي من أهل سوسة تقدم لخطة القضاء بالحاضرة غرة ربيع الثاني سنة ٧٧١ إحدى وسبعين وسبعمائة وتوجه إلى بلده فأقام هناك مدة وأنابه فيها من كان قبله ثم عاد إلى الحاضرة وباشر الخطة.
[١٠ الشيخ محمد بن الغماز]
هو الشيخ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن حسن بن الغماز الأنصاري الأندلسي، قدمه أمير المؤمنين المتوكل على الله لخطة القضاء يوم الاثنين ثامن عشر ربيع الثاني سنة ثمان عشرة وسبعمائة ثم تأخر عنها.
[١١ الشيخ عمر بن قداح]
هو الشيخ أبو علي عمر بن قداح الهواري، حافظ المذهب المالكي ومفتيه، ولي قضاء الأنكحة وتدريس المدرسة الشماعية، ثم تقد لخطة قضاء الحاضرة في رمضان سنة ٧٣٣ ثلاث وثلاثين وسبعمائة، ولم تطل مدته فأدركته المنية عام ٧٣٤ أربعة وثلاثين وسبعمائة عليه رحمة الله.
[١٢ الشيخ محمد بن عبد السلام]
هو الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد السلام بن يوسف الهواري. أخذ عن الحُباب وغيره، وكان من فحول المذهب، شديداً في الحق. قدمه السلطان أبو يحيى لخطة القضاء بعد وفاة ابن قداح، والتدريس بالمدرسة الشماعية، ثم لما بَنَتْ أختُ السلطان مدرسة عنق الجمل سنة ٧٤٢ اثنتين وأربعين وسبعمائة كان هو أول مدرس بها، ومنه تنقلت إلى معاصره الشيخ محمد بن سلامة.
وقد شرح ابن عبد السلام جامع الأمهات لابن الحاجب وتوفي فلحق به بعده بثلاثة أيام فكانت وفاته في الثامن والعشرين من رجب الأصب سنة ٧٤٩ تسع وأربعين وسبعمائة ودفن معه ولده بالزلاج عليهما رحمة الله آمين.
[١٣ الشيخ محمد الآجمي]
هو الشيخ أبو عبد الله محمد الآجمي ولي قضاء الأنكحة مدة ولما توفي ابن عبد السلام تقدم لخطة قضاء الحاضرة غير أنه لم تطل مدته وأدركته المنية عليه رحمة الله آمين.
[١٤ الشيخ عمر بن عبد الرفيع]
هو الشيخ أبو حفص عمر بن إبراهيم بن الحسن بن علي بن عبد الرفيع الربعي، ولي قضاء الأنكحة عند ولاية الآجمي قضاء الحاضرة ثم [لمّا] توفي الآجمي تقدم هو لخطة قضاء الحاضرة ولازمها إلى أن توفي سنة ٧٦٦ ست وستين وسبعمائة عليه رحمة الله آمين.
[١٥ الشيخ محمد بن خلف الله]
هو الشيخ أبو عبد الله محمد بن خلف الله النفطي، كان نزع من نفطة إلى الحاضرة مغاضباً لعاملها فراعى السلطان إبراهيم نزوعه إليه وأولاه قيادة العساكر إلى الجريد حتى أحس منه ابن المالقي ثم قدمه لخطة القضاء في الحاضرة.
ولما ولي السلطنة خالد بن إبراهيم أظهر ابن المالقي ما في نفسه مع القاضي وأمر بسجنه وحين رَامَ الفرار قتله في محبسه سنة ٧٧٠ سبعين وسبعمائة، رحمه الله.
[١٦ الشيخ أحمد بن حيدرة]
هو الشيخ أبو العباس أحمد بن محمد بن قاسم بن محمد بن حيدرة ولي قضاء الأنكحة عند وفاة الآجمي وتقدم لقضاء الحاضرة ابن خلف الله المذكور ولما توفي قدمه أمير المؤمنين خال بن إبراهيم إلى خطة القضاء بالحاضرة ولازمها إلى أن توفي آخر ربيع الأول سنة ٧٧٨ ثمان وسبعين وسبعمائة، ودفن بالجلاز عليه رحمة الله.
١٧ الشيخ حسن القسنطيني