وتصدى للتدريس وأجرى عليه الأمير حسين باشا جراية بجامع الزيتونة ثم ولاه التدريس والإمامة بمسجد القايد مراد ثم انتخبه لنفسه فقدمه للخطبة بجامع باردو عندما أحياه وصيره جامعاً ثم ولاه إمامة الخمس بجامع القصر ومشيخة المدرسة اليوسفية عند وفاة الشيخ هبة الله فأقام التدريس بها وانتفع عليه فيها خلق كبير.
ولما أمكن للباشا علي أن يقدم لخطة القضاء في المذهب الحنفي قاضياً من الحاضرة تخيره لعلمه وفضله وورعه ونزاهة نفسه فقدمه لخطة القضاء سنة ١١٥٦ ست وخمسين ومائة وألف واستمرت الخطة بيده إلى أن أصابه صمم عزل من أجله.
وكان قصير القامة جميل الصورة حسن اللباس والأخلاق لا يتكلم فيما لا يعنيه محباً للصالحين، آخذ في طريق القوم إلى أن توفي عليه رحمة الله آمين.
[١٠ الشيخ يوسف القفال]
هو الشيخ أبو المحاسن يوسف القفال حج بيت الله الحرام وولي خطة القضاء عند عزل من قبله في ذي القعدة الحرام سنة ١١٦١ إحدى وستين ومائة وألف غير أنه عزل منها بعد ست سنين.
[١١ الشيخ مصطفى الطرودي]
هو الشيخ أبو النخبة مصطفى بن أحمد الطرودي أخذ عن والده وعن غيره من علماء تونس وتفقه كثيراً من علماء الحنفية.
وقدمه الباشا لي بن محمد بن علي تركي لخطة القضاء في رجب الأصب سنة ١١٦٧ سبع وستين ومائتين وألف واستمر في الخطة إلى أن ولي الأمير محمد الرشيد بن حسين بن علي تركي، فأقره أولاً في خطته وباشر الخطة في مدة ولايته، ثم عزل ولم أقف على تاريخ عزله.
وقد توفي للة الجمعة الحادي والعشرين من المحرم الحرام سنة ١١٧٣ ثلاث وسبعين ومائة وألف ودفن بالزلاج قبل وصول بير فضل بنحو خمسين خطوة ورثاه أحد الشعراء بقوله: [الكامل]
لله قبرٌ اشرقت أرجاؤه ... لمّا به روض الأمان تزخرفا
أضحى به قاضي القضاة ومن به ... درّ النوازل في قلائده صفا
زان المدارس والدروس بعلمه ... وزهت به الأوراق لما صنفا
علمٌ خطيب واعظ رجحت به ... أحكام علم ف موازين الصفا
لما توفي جاء في تاريخه ... (مات الطروديُّ المرجِّحُ مصطفى)
[١٢ الشيخ علي الجربي]
هو الشيخ أبو الحسن علي بن عمر الحربي، قدم به يونس باي من بلد جربة لعلمه فتحنف وتقرب عند الباشا.
ثم تقدم لخطة القضاء أوائل دولة الأمير علي باي الحسيني بعد عزل الشيخ مصطفى الطرودي. ولم أقف له على خبر إلا أنه خرج من الخطة المذكورة معزولاً، ولم تطل مدة ولايته، وقد وقفت على رسم فيه حكمه بتاريخ المحرم سنة ١١٧٢ اثنتين وسبعين ومائة وألف عليه رحمة الله آمين.
[١٣ الشيخ عمر بوشناق]
هو الشيخ؟ أبو حفص عمر بوشناق العالم الجليل تقدم لإمامة الجامع اليوسفي على عهد الباشا فوليها سنة ١١٦٢ اثنتين وستين ومائة وألف وأنابهالشيخ حسن البارودي في رواية الجامع الباشي عند ولايته إياها أواخر ذي الحجة الحرام سنة ١١٦٩ تسع وستين ومائة وألف.
وقدمه الأمير علي باي الحسيني لخطة القضاء فباشر الخطة من سنة اثنتين وسبعين إلى سنة أربع وسبعين ومائة وألف على ما استفيد من بعض الرسوم، لوم تطل مدته إلا أنله فيها ذكراً حسناً عليه رحمة الله آمين.
[١٤ الشيخ خليل خوجة]
هو الشيخ أبو الضياء خليلبن حسن خوجة كان فقيهاً فاضلاً تقدم خطيباً بالجامع اليسوسفي بعد رفع يد الشيخ محمد بيرم الأول من الإمامة.
وقدمه الأمير علي باي لخطة القضاء وباشر الخطة سنتي سبع وثمان وسبعين ومائة وألف على ما استفيد من بعض الرسوم على ذلك نحو سنين في الخطة ثم عزل منها وبقيت بيده الخطبة إلى أن توفي سنة ١٢٠٣ ثلاث ومائتين وألف عليه رحمة الله آمين.
[١٥ الشيخ مرادبو سيكة]
هو الشيخ أبو الإقبال مرد بن الأعدل محمد بوسيكة المنزلي. كان فقيهاً فاضلاً اصطفاه يونس باي على عهد والده الباشا، وقربه وأعلى منزلته عند والده مع ما هو عليه من العلم والفضل، فبث العلم وخطب.
وقدمه الأمير علي باي لخطة القضاء بالمذهب الحنفي ولازم الخطة نحو العشر سنين إلى أن توفي سنة ١١٩٠ تسعين وألف عليه رحمة الله آمين، وكتب على قبره: [البسيط]
يا واسع الجود والإفضال والكرمِ ... وباسط المن والإحسان والنّعمِ