للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هو الشيخ أبو العباس أحمد بن علي أبي الفضل قاسم بن أحمد حفيد الشيخ أحمد بن عبد الله الرصاع الأنصاري الأندلسي. ناهيك من ذي حسب ونسب، تضلع بالعلم والأدب، مع أن له في الفقه طول باع، وسعة الاطلاع، والخبرة بمواقع التنزيل، والمروءة والديانة التي زانها مجده الأثيل، وله معرفة تامة بمراتب الناس، وتنزيل كل منزلته التي هو عليها عند الأكياس، يُرضي الخصمين بلطفه، وله فراسة تقضي على من جالسه باعتقاد كشفه، مع مروءة يجتنب بها المرور في الأسواق.

وتقدم لخطة النيابة بالمحكمة الشرعية فزانها علماً وديناً وورعاً وأقام حدود الله ولم يخش لومة لائم في المحكمة الشرعية مدة تقرب من خمس عشرة سنة ١٥ لم يذكر فيها إلا بخير إلى أن توفي سنة ١١١٩ تسع عشرة ومائة وألف ودفن بزاوية سيدي معاوية أمام المارستان بالعزافين. وريء في المنام فقيل له ما فعل الله بك فقال أوقفني بين يديه وكلمني في أشياء فقلت يارب أنت أعلم العالمين فغفر لي ونقل من قبره بعد مدة لعارض فوجد كيوم وضع عليه، رحمه الله وقد أرخ وفاته الشاعر الشيخ محمد الوزير بقوله: [البسيط]

إليك مدّ قاضي المسلمين يدا ... يجني لما قد جناه من رضاك ندى

يمّرغ الخدّ بالأعتاب معترفاً ... عساك تُلقي عليه من نداك ردا

وجاء بالمصطفى والصحب معتصماً ... فإنهم أعظم المستشفعين غدا

وأنت أهل لإتمام المرام به ... لأن فضلك بالإحسان فيه بدا

وقد بدا لامح الغفران بين ثنا ... أقلام حقك من وصف به سعدا

ثناؤه أحمد مثل اسمه ولذا ... أتى لِما أرخوه (عدله شهدا)

[٥-الشيخ قاسم الرصاع]

هو الشيخ أبو الضياء قاسم بن أحمد بن علي بن أبي الفضل قاسم بن أحمد حفيد الشيخ أحمد بن عبد الله الرصاع الأنصاري الأندلسي، تقدم لنيابة القضاء بعد وفاة والده وكان عالماً جليلاً موثقاً كريم النفس ملازماً للإقراء شغلته خطة القضاء عن التدريس وطال مقامه فيها فتخلى عنها لحفيده عليه رحمة الله آمين.

[٦-الشيخ حمودة الرصاع]

تقدم استيفاء ترجمته وقد تقدم لخطة القضاء بعد تخلي جده له فقضى مدة طويلة على عهد المقدس حسين بن علي تركي، وتنقل منها لخطة الفتيا إلى أن توفي عليه رحمة الله آمين.

[٧-الشيخ إبراهيم النفاتي]

هو الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حميدة حفيد الشيخ سالم النفاتي نسبة إلى قبيلة نفّات قبيلة من قبائل الجهة القبلية تقرب من صفاقس ناهيك من بيت علم وفضل تقدم جده الشيخ سالم لخطة الإفتاء أوائل المائة الحادية عشرة وكان عالماً جليلاً وبعد وفاته خلف ثلاثة من العلماء وهم الشيخ بلحسن والشيخ تاج علي والشيخ أبو المواهب محمد أبناؤه.

فتقدم الشيخ أبو الحسن لخطة الإفتاء وأظهر شأنها فكان هو أول من أظهر في هاته البلاد معنى خطة الإفتاء وكان معاصراً للشيخ أبي يحيى الرصاع إلا أنه كان أنفذ منه كلمة بل إن الشيخ أبا الحسن تصرف في المملكة تصرف الوزير المستشار مع تنفيذ فتواه وكانت العادة أن الخصم يمكنه أن يسأل عن نازلته كل عالم في البلد ويريه النص وربما عارض به القاضي والمفتي واسترجعه إلى غير ذلك حتى سافر الشيخ أبو الحسن النفاتي لدار الخلافة في مهم عرض للدولة فأتى بخط شريف يقتضي حكم نفوذ القاضي والمفتي من غير أن يسأل عن نصه، وعظم بعد ذلك شأنه وانفرد بالكلمة هو وأخوه وشنع عليه بعض معاصريه عدة مسائل أنكرها يوسف داي فخرج لحج بيت الله الحرام سنة ١٠٩٤ تسع وأربعين وألف وتوفي في الينبُع عليه رحمة الله.

وقام أخواه مقامه في الفتيا ونيابة الأحكام الشرعية.

ولما ولي أسطى مراد عزلهما وأولى عوضهما الشيخ أبا الفضل المسراتي والشيخ أحمد الرصاع وبقيا على ذلك إلى أن ولي في الدولة أحمد خوجة فخرج الأخوان لحج بيت الله الحرام ولما بلغا إلى مصر كتبا سؤالاً في النازلة التي عزلهما لأجلها أسطى مراد فأفتى جميع علماء المشرق بما أفتى به الأخوان ولما تم حجهما توجها إلى أبواب الخلافة وعرضا المسألة فصدرت خطوط شريفة في ولايتهما فأقام الشيخ أبو المواهب محمد النفاتي في دار الخلافة وارتقى إلى رتبة الموالي إلى أن توفي.

<<  <   >  >>