ومثلك أدام الله حفظك لا يحتاج إلى مزيد لعلمي بمالك من الرأي السديد الذي يحملك الله على الرجوع إلى المطلوب، والمبادرة إلى حفظ هذا المكتوب، والسلام.
[جمعية الأوقاف]
لما جمعت الدولة أوقف المملكة التونسية لنظر الجمعية التي عينتها لذلك قدمني رئيسها للكتابة في صفر الخير سنة ١٢٩١ إحدى وتسعين فتوليت إنشاء ما يصدر عنها من المكاتيب والتقارير وغير ١لك، ثم خرجن لتفقد أوقاف الوطن القبلي علم الساحل والقيروان وأنهيت التفقد المذكور سادس ربيع الأول سنة ٩٢ اثنتين وتسعين وقد اجتمعت في سفري المذكور بأرباب الخطط الشرعية في تلك الجهات وهم الشيخ محمد ماضور قاضي بلد سليمان، والشيخ أحمد المرزوقي قاضي نابل، والشيخ محمد العاصمي قاضي الحمامات، والشيخ محمد الهدة باش مفتي بلد سوسة، والشيخ حسن الريغي المفتي الثاني بهأن والعالم الشيخ عبد الصمد بواري المفتي الثالث بهأن والشيخ محمد عمار المفتي الرابع بهأن والشيخ محمد السقا القاضي بهأن ولعالم الجليل الشيخ محمد صدام باش مفتي القيروان، والفاضل الشيخ حمودة صدام المفتي بهأن والتحرير الشيخ حمودة بوهاها المفتي بهأن والفقيه الورع الشيخ صالح الجودي القاضي بها وقد استجرت جلتهم فأجازني إجازة جليلة وهي الآتية:
[الإجازة الأولى]
إجازة العالم الفاضل القدوة الورع المتحلي بالمروءة والأصالة والكياسة والسياسة والهمة العالية الدراكة التحرير الشيخ محمد صدام باش مفتي القيروان وهذا نصها: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين والمرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين والتابعين لهم إلى يوم الدين وبعد فقد التمس مني العالم البارع النحرير، حائز قصب السبق في ميدان الإجادة التحبير أبو عبد الله سيدي محمد السنوسي أحد مرسي الجامع الأعظم بمحروسة تونس صانه لله الإجازة وبيني وبين ذويها طريق غير مجتازة ولسنا حالي ومقالي بأني لست أهلاً بأن أجاز، فضلاً عن أن استجاز، ولكن لما لم يكن لي بد من الإسعاف والإنجاز أسعفته بما مني التمس، وأني أعلم أني لست ممن نوره يقتبس، فقلت: قد أجزيك أيها السيد الجليل بجميع ما يجوز مني وعني إجازة تامة مطلقة عامة سائلاً أن لا تنساني من صالح دعواتك في خلواتك وجلواتك والمرجو من فضل الله القبول إنه أكرم مسؤول كتبه العبد الفقير إلى ربه الغني محمد بن أبي بكر صدام اليمني، عامله الله بلطفه والخفي، في ٨ صفر الخير سنة ١٢٩٢ أتمها الله بخير آمين.
[الإجازة الثانية]
إجازة العالم الفاضل سلاسة الأولياء العظام النحرير الشيخ عبد الصمد بواري مفتي بلد سوسة وهذا نصها: الحمد لله العليم الحكيم، الذي خص علماء شريعته بمزيد التكريم، وجعلهم نجوماً يهتدي بهم في ظلمات ليل الجهم البهيم وقادةً إلى سلوك سبيل دار النعيم، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد النبي الكريم، والرسول العظيم، المنزل عليه في الآيات والذكر الحكيم وإنك لعلى خلق عظيم، وعلى آله الأبرار وصحابته الأخيار ومن تبعهم من أيمة الدين وهداة المسلمين.