هو الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن عقاب الخزامي كان فقيهاً حافظاً ولما أتم السلطان عثمان بن المنصور بناء مدرسة أخيه المنتصر قرب سوق الفلقة وبنى مدرسته التي قرب دار صولة أوائل ولايته كانت سنة ٨٣٩ تسع وثلاثين وثمانمائة قدم للتدريس بمدرسة أخيه المنتصرية ابن عقاب، ولمدرسته الشيخ محمد الزنديوي.
ولما توفي القاضي القسنطيني تقدم ابن عقاب للخطبة بجامع التوفيق والفتيا به.
ولما توفي القاضي القلشاني تقدم لخطة قضاء الحاضرة والفتيا بجامع الزيتونة خاصة وخطبة جامع القصبة ولما توفي خطيب جامع الزيتونة وإمامه المسراتي ضمت الإمامة والخطبة لابن عقاب واجتمعت له الخطط المذكورة وتولى عند ذلك ولده محمد التدريس بمدرسة عنق الجمل. ولازم والده تلك الخطط إلى أن توفي ليلة الاثنين السابع عشر من جمادى الأول عام أحد وخمسين وثمانمائة ودفن بجبانة سيدي أبي سعيد الباجي بالمرسى رحمة الله عليه.
[٢٦- الشيخ أحمد القلشاني]
هو الشيخ أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الله القلشاني الباجي، تقدم لخطبة جامع التوفيق والفتيا به عند ولاية ابن عقاب فتيا جامع الزيتونة، ولما توفي ابن عقاب ولي التدريس بالمدرسة المنتصرية، وتقدم كأخيه السابق إلى خطة قضاء الجماعة بالحاضرة.
استعفاه من خطة القضاء في السابع والعشرين من رجب الأصب سنة ٨٥٨ ثمان وخمسين وثمانمائة وتقدم إلى خططي جامع الزيتونة والتدريس بالمدرسة الشماعية، وباشر عند ذلك قضاء الأنكحة نحو ثمانية أشهر وقد باشر الإفتاء والخطبة بجامع الزيتونة إلى أن بلغ من العمر أربعاً وثمانين سنة وتوفي عند غروب الشمس ثامن شعبان عام٨٦٣ ثلاث وستين وثمانمائة ودفن بالزلاج عليه رحمة الله آمين.
[٢٧- الشيخ محمد القلشاني]
هو الشيخ أبو عبد الله محمد بن عمر بن محمد بن عبد الله القلشاني الباجي، ولي التدريس بمدرسة عنق الجمل عند وفاة والده ولما استعفى عمه أبو العباس من خطة القضاء قدمه أمير المؤمنين لخطة قضاء الحاضرة عوض عمه غرة شعبان سنة٨٥٨ ثمان وخمسين وثمانمائة، وولي عند ذلك أيضاً خطبة جامع التوفيق المعروف بجامع الهواء، وبعد أيام ولي به الفتوى بالقلم مع صلاة الجمعة.
ولما توفي عمه تولى الإفتاء بجامع الزيتونة والخطبة بجامع القصبة فجمع بين القضاء والفتيا وفي رجب سنة ٨٧٥ خمس وسبعين وثمانمائة مرض فأناب عنه أمير المؤمنين الشيخ محمد الحسيني أواسط شهر رمضان ووقعت له مكالمة مع ولد القاضي أفضى به الحال إلى جلوس كل منهما للحكم في جهة فعوض النائب المذكور بالشيخ عبد الرحيم الحصيني أواسط صفر عام ستة وثمانين إلى أن توفي القاضي القلشاني سنة٨٩٠ تسعين وثمانمائة ودفن بالزلاج عليه رحمة الله آمين.
[٢٨- الشيخ محمد الرصاع]
هو الشيخ أبو عبد الله محمد بن القاسم بن عبد الله الرصاع الأنصاري تقدم لخطة قضاء المحلة عند تأخير الشيخ أحمد بن كحيل في رجب الأصب سنة ٨٦٥ حمس وستين وثمانمائة وتقدم لخطة قضاء الأنكحة عند تأخير الشيخ علي بن محمد الزندويوي.
ولما توفي القاضي القلشاني تقدم لخطة قضاء الحاضرة ثم اقتصر على الخطبة بجامع الزيتونة والفتوى وتصدى للإقراء إلى أن توفي سنة ٨٩٤ أربع وتسعين وثمانمائة عليه رحمة الله آمين.
[٢٩ الشيخ محمد الوشتلتي]
هو الشيخ أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم بن سالم الوشتاتي القسنطيني، تقدم لخطة قضاء المحلة عوض الشيخ الرصاع ثم بعد وفاته تقدم لخطة قضاء الحاضرة كوالده.
[٣٠ الشيخ محمد البكي]
هو الشيخ أبو عبد الله محمد بن أبي الفضل قاسم البكي الكوفي، كان معاصراً للشيخ سيدي أحمد زروق ومن تلامذة شيخه أحمد بن عقبة الحضرمي.
ووقفت له على شرح الحاجبية المسمى تحرير المطالب لما تضمنته عقيدة ابن الحاجب وهو شرح في غاية العزة والنفاسة وصفه المناوي فقال فيه وشرحعلى الحاجبية يدل على أنه من الراسخين في علم الظاهر والباطن الحائزين لدرجات الرسوخ في مقامات اليقين اهـ.
وقد ولي خطة القضاء بتونس إلى أن توفي بها سادس عشر ربيع الأول من عام ستة عشر وتسعمائة عليه رحمة الله.
ومن شعره مادحاً: [الكامل]
قوم لهم شرف العلا في حمير ... وإذا انتموا لمتونة فهم همُ