للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اللهم هذا توسلنا إليك بأعظم الوسائل، ورسولك الذي اصطفيت له أكمل الشمائل، حتى أكرمت من بها دعاك بالإجابه، فيرى البراقع من وجوه السعادة منجابه، وها نحن حظينا بمسك ختامهأن وأدرنا في حانات المسامع كؤوس مدامهأن راجين أن تفضيها علينا بالسعادة، وتمنحنا من سيب فضلك بالحسنى والزيادة، إذ عين منها مسك الختام، في هذا المقام، بين يدي صاحبه وحامل شعراته الكريمه، أحد الفايزين ببغيته الفخيمه، قائد المغرب، الصحابي المقرب، من ظهر المصطفى صلى الله عليه وسلم كما أخرج ابن سعد إذ حاز دوحة ووضع أصابعه على ختم النبوءة، ناصر الأيمان وفاتح البلدان، وشهيد الطعان، أحد أعلام الدين الذين تتجدد معالم فخرهم وإن تقادم، ضجيع مقامنا سيدنا أبو زمعة عبيد الله بن آدم، اللهم واخلع عليه جلابيب الرضوان، وأوله أضعاف ما يستحقه من الإحسان، وها نحن أمة رسولك لاجئين إليه في مقامه، فاجعل إجابتنا بمحض فضلك من توابع إكرامه، فاللهم يا من إليه الالتجاء نسألك بسيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم أن تحسن عاقبتنا. وأن لا تحرمنا من فضلك الثنأن وأن تمنحنا من فيوض رحمتك وغفرانك وتسبغ علينا أردية سترك تفضلاً وإحسانا وأن تنجح أعمالنأن وأن لا تخيب آمالنأن وأن تكسونا أفخر أكسية الهداية والتوفيق، وتيسر لنا من أبواب السعادة أقوم طريق. اللهم فيك الأمل، ومنك نسأل مواهب العلم والعمل، فاجعل ببركة هذا المقام جمعنا هذا سالماً من كدر الدنيا والآخره، وافتح علينا من بحر جودك الذي لا يدرك أحد زاخره، إنك أنت الحنان المنان بديع السموات والأرض ذو الجلال الإكرام. اللهم أجزل منح آلائك لآبائنأن وأول محاسن نعمائك جميع الغائبين والحاضرين من إخواننأن وجازعنا بفضلك بفضلك شيوخنا جزاءً أوفر، يعبق به على جميعهم في الدنيا والآخرة من رضوانك مسك أذفر، وأدم منتك التي لا تحصى على جميع المسلمين، في كل وقت وحين، واقرن بالسداد آراء الحكام، وكن الولي بمن قام بإحياء شعائر الإسلام، بجاه نبيك عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العاملين.

وعندما انتهيت من هاتيك العمال، مع ما اقترن بها من نجاح البلوغ إلى الآمال، والحمد لله على كل حال، أزمعنا على الخروج، من تلك المروج، فأمضيت ليلة رحيلنا عند الرجل الصالح البركة الفاضل الشيخ سيدي عمر العلاني، بلغه الله ممن السر إلى غاية الآماني، وقد اتخذ لنا تلك الليلة مبيتة رائقه، بالذكر والأحوال الفائقه، إلى أن تبلج علينا الصباح، فخرجنا لزيارة المقام البلوي بغاية الانشراح فزنا زيارة الوداع، ومعنا جم من أعيان تلك البقاع، وعند ذلك تممنا الزيارة وفصلت عن ذلك المكان بدموع مفضوضه، وكبد مرضوضه، أرى فرط مفارقته أشد المشقات، علي في تلك الأوقات، وقطعنا قاصدين الوطن القبلي، ونحن على يقين بالجد أمامنا ما يسلي:

كرامة

<<  <   >  >>