وكانت ولادة صاحب الترجمة ثاني عشر شعبان الأكرم سنة ١٢٥٣ ثلاث وخمسين ومائتين وألف، فنشأ نشأة صالحة وتعلقت باكتساب العلوم فدخل جامع الزيتونة في طلب العلم سنة ١٢٧٠ سبعين، وجود القرآن برواية قالون على الشيخ أحمد الماطري والشيخ البشير التواتي، وقرأ على الشيخ صالح رفيفة شرح الشيخ خالد على الآجرومية، وقرأ على الشيخ محمد بن مالك الجزيري قطعة من الخزرجية، وقرأ على الشيخ أحمد بن نصر شرح ميارة علي ابن عاشر، وقرأ على الشيخ محمد النفطي قطعة من الدردير ونبذة من البخاري، وقرا على الشيخ محمد بن عصيدة الملوي على السلم ونبذة من البخاري، وقرأ على الشيخ محمد بو عصيدة الملوي على السلم ونبذة من الصغرى، وقرأ على الشيخ الحاج عبد الله الدراجي نبذة من البيقونة في مصطلح الحديث ونبذة من الحطاب على الورقات وميارة على ابن عاشر ونبذة من الكفاية ونبذة من الدردير وقطعاً من الجامع الصغير والبخاري ومسلم، وقرأ على الشيخ سالم بو حاج المقدمة ولامية الأفعال والشذور والنصف الثاني من الأشموني وقطعة من الدردير ولامية الزقاق وقطعة من العضد، وقرأ على الشيخ عمر بن الشيخ نبذاً من القطر والسلم والكفاية والقطب والمطول، وقرأ على الشيخ الطاهر النيفر شرح الشيخ خالد على الآجرومية والأزهرية والملالي على السنوسية ونبذة من المكودي على الألفية، وقرأ على الشيخ صالح بن فرحات نحو النصف من الأشموني ونبذة من الخزرجية ونبذة من السعد، وقرأ على الشيخ علي العفيف نبذاً من القطر والكفاية والألفية والأشموني عليها ومختصر السعد والشيخ عبد الباقي على المختصر الخليل والموطأ والبخاري، وقرأ على الشيخ محمد الشاهد نبذاً من الأشموني وفني المعاني والبيان من مختصر السعد والمحلي إلى مسالك العلة، وقرأ على خاله الشيخ محمود قابادو لشريف القاضي على إيساغوجي ورسالة متي زاده والملوي على السمرقندية ونبذا من الدرير وعقائد العضد والمواقف والطب، وقرأ على الشيخ صالح النيفر قطعاً من الألفية والأشموني وشرح الشيخ عبد السلام على الجوهرة والدردير ومختصر السعد والموطأ والشفا وختم عليه التنقيح للقرافي، وقرأ على الشيخ أحمد بن الخوجة قطعاً من القطب وصدر الشريعة والمطول إلى الإنشاء، وقرأ على الشيخ الشاذلي بن صالح نبذاً من الشذور والتاودي وتفسير الجلالين، وقرأ على الشيخ الطاهر بن عاشور نبذاً من المحلى ومسلم، وقرأ على الشيخ محمد النيفر نبذاً من تفسير القاضي البيضاوي، وقرأ على الشيخ محمد البنا ألفية العراقي وقطعاً من مختصر السعد والخرشي والشيخ عبد الباقي والشفأن قرأ على الشيخ محمد بن مبوكة نبذة من الدرة.
وتصدى للتدريس في جامع الزيتونة في شهر رجب الأصب سنة ١٢٨٤ أربع وثمانين بعد أن طل المناظرة وتهياً لها وآل الأمر إلى تسليم المنازعين له.
ثم ارتقى إلى الرتبة الأولى في التدريس بعد نزاع كادت ن تبطل به المناظرة فولي في الثاني والعشرين من رجب سنة سبع وثمانين ومائتين وألف فكان زينة لجامع الزيتونة.
وهو عالم محصل متضلع بعلوم شتى أدرك أكثرها بالمطالعة التي لازمها يحاضر بالمسائل العلمية كثيراً مواظب على التدريس يشتغل جميع اليوم بالدروس المختلفة العلوم والمراتب محب للبحث في أثناء الدرس محرر فاضل عالي الهمة لم يحمله الإقلال على ما لا يليق بشرف علمه استرزق بقلم الإشهاد وقنع بما يسر له رب العباد، استغنى بحلية العلم عن التباهي بالحلل، وعد في شرخ شبابه ممن فاز بالعلم والعمل.
كتب في العمليات كثيرأن وتقدم لمشيخة مقام الشيخ سيدي ابن عروس يروي به صحيح البخاري ويختم كل سنة في شهر رمضان أختاماً يملؤها علماً ومع ذلك يجعلها مجالاً لبحث الحاضرين.
وقد قرأت عليه نبذة من شرح الشيخ خالد الآجرومية ونبذة من الحطاب على الورقات وغالب ىالوسطى للشيخ السنوسي ودرساً من شرح القصيد في علم الكلام ونحو الثلث الأول من شرح الدردير على المختصر الخليلي بحاشية الدسوقي ومقدمة ىالتلخيص بشرح المطول وحواشيه وما يستتبعه ذلك قراءة تحقيق وبحث، جزاه الله أحسن الجزاء (وقد ولي الفتيا في المحرم ١٣٢) .