هو شيخنا أبو العباس أحمد بن سالم بن إبراهيم الورتتاني نسبة إلى سدي ورتتان من عم الكاف، وكان جده للأب من ثقاة عدول وطنه، وجده للأم هو الشيخ محمود بن الضيف قرأ العلم بتونس وقسنطينة وتوفي بالقصير في طريق الحج.
وقد ولد صاحب الترجمة سنة ١٢٤٦ ست وأربعين ومائتين وألف، وابتدأ قراءة القرآن على والده ثم قدم لتونس لقراءة العلم فنزل بزاوية الشيخ ابن ملوكة خارج باب القرجاني ثم قرأ القرآن وجوده على الشيخ محمد بم الرايس إلى نافع، وقرأ على الشيخ محمد النفطي الآجرومية والأزهرية، وقرأ على الشيخ محمد الأبي القطر والمكودي، وقرأ على الشيخ محمد الشنقيطي الشيخ خالد على الآجرومية والأزهرية والألفية، وقرأ على الشيخ صالح بن فرحات القاضي على إيساغوجي وقطعة من الأشموني ونبذة من المطول، وقرأ على الشيخ علي العفيف الكفاية، وقرأ على الشيخ محمد الشاهد السمرقندية، وقرأ على الشيخ صالح النيفر مختصر لسعد، وقرأ على الشيخ الشاذلي بن صالح الآجرومية والأزهرية والقطر والكفاية والشفأن وقرأ على الشيخ محمد عباس أواخر الأشموني، وقرأ على الشيخ الحاج عد الله الدراجي ميارة على ابن عاشر والخرشي على المخترص الخليلي، وقرأ على الشيخ أحمد القروي قطعة من الكفاية، وقرأ على الشيخ العربي الشريف شرح الشيخ خالد على الآجرومية والأزهرية والدرة وقرأ على الشيخ أحمد عاشور القطر،÷ وقرا على الشيخ الطاهر بن عاشور القطر بحاشيته عليه والشذور ودروساً من المطول، وقرأ على الشيخ أحمد بن الطاهر نبذة من الشفأن وقرأ على الشيخ فرج التميمي الآجرومية وقرأ على الشيخ محمد القبايلي السمرقندية، وقرأ على الشيخ محمد البنا قطعة من الدردير والمحلي والتاودي، وقرأ على الشيخ الشاذلي بن المؤدب نبذة من شرح الشيخ خالد والكفاية، وقرأ على الشيخ محمد بن عاشور نبذة من الفاكهي وقطعة من الهمزية، وقرأ على الشيخ محمد النيفر القطر وميارة على ابن عاشر وقطعة من الكفاية ونبذة من صحيح البخاري، وقرأ على الشيخ ابن ملوكة آجروميته والفن الأول من الدرة ورسالته المنطقية وقرأ على الشيخ محمد معاوية الصغرى والأشموني إلى الوقف والأربعين النووية الشفأن وقرأ على الشيخ محمد بن سلامة نبذة من الشفا.
وقد تضلع من المعقول والمنقول وأعمل الفكر في المطالعة وحج بيت الله الحرام سنة ١٢٧٠ سبعين، واجتمع بمصر بالشيخ إبراهيم الباجوري والشيخ الأزهري واستجازهما فأجازا له إجازة مطلقة.
ثم تخيره الشيخ أبو عبد الله محمد بن ملوكة لإقراء ابناء الوزير مصطفى خزنة دار في شعبان الأكرم سنة ١٢٧١ إحدى وسبعين ومائتين وألف فأقام على تأديبهم وتعليمهم أربع عشرة سنة إلى أن استكملوا ما يحتاجون إليه.
وفي سنة خمس وثمانين ومائتين وألف تصدى للإقراء بجامع الزيتونة بغاية التحرير والتحري والمواظبة ثم تدم لخطة التدريس في الرتبة الأولى ابتداءً بجامع الزيتونة بدون مناظرة بعد أن دعي إليها وأجاب فسلم له منازعوه فوليها في أواخر رجب الأصب سنة ١٢٨٧ سبع وثمانين ومائتين وألف، فزانه بعلمه وتثبته.
وهو عالم ثقة فاضل ومتثبت منصف من تلامذته محرر مواظب على دروسه في المعقول والمنقول له قدم راسخ في التاريخ واللغة مع تثبت كلي في الضبط والتحري فيه مع ما تحلى به من الصيانة والديانة والأمانة والمحافظة على مروءته والوقوف على الحدود وحسن السكينة.
وقد قرأت عليه شرح المختصر السنوسي في المنطق بحاشيته وشرح الحطاب على الورقات بحاشية الهدة وسرد جميع حاشية ابن قاسم على المحلي على الورقات وشرح العصام على السمرقندية بحاشية الصبان وشرح تنقيح الأصول للقافي وشرح المصنف على الدرة وقطعة من الشرح الصغير عليها للشيخ ابن ملوكه وشرح التاودي على العاصمية ونبذة من القاضي على الخزرجية وقطعة من المحلى على جمع الجوامع بحاشيتي البناني والكمال وما تحتاج إليه من الآيات البينات.
وتقدم عضواً في جمعية الأوقاف وخرج لتفقد أحوال الساحل والقيروان ثم صار كاهية لرئيسها وباشر الخدمة مدة سفر الرئيس بوقوفه عند الحدود والتحري ما أمكنه.
سافر إلى الآستانة صحبة حريم الوزير خير الدين بطلبه حيث سبق منه لإقراء بناته وعند وصوله بهم وجده يومئذٍ تقدم صدراً أعظم بالدولة العلية العثمانية فأقام مدة وجيزة ورجع على أحسن حالة.