هو التابعي أبو الجهم عبد الرحمن بن رافع التنوخي، روى عن عبد الله بن عمر وجمع من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، وهو أحد العشرة السابقين الذين أرسلهم عمر بن عبد العزيز ليفقهوا أهل إفريقية فسكن القيروان وهو أول من استقضى بها بعد بنائها، أولاه موسى بن نصير قضاء افريقية سنة ٨٠ ثمانين بعد الهجرة وكان ثقة بعد الهجرة بنفسه عدلاً في أحكامه، فقضى تسع عشرة سنة، وتوفي بالقيروان سنة ١١٣ ثلاث عشرة ومائة رضي الله عنه.
[٢- عبد الله بن المغيرة]
هو التابعي عبد الله بن المغيرة بن أبي بردة الكناني روى عن سفيان بن وهب الخولاني وكان من فضلاء التابعين وأهل الورع منهم.
وقد كان سليمان بن عبد الملك وجَّه إلى عبد الله بن موسى بن نصير عامل إفريقية أن يوجه إليه ما تحصل من خراج إفريقية صحبة عشرة من عدول القيروان يشهدون عنده أنّ هذا المال أخذه من وجهه ففعل ذلك، ولنا دخلوا على سليمان سألهم عن ذلك فقالوا لم يؤخذ إلا من وجهه وعبد الله بن المغيرة ساكت لم يتكلم بشيْ.
وكان عمر بن عبد العزيز حاضراً بذلك المجلس فعلم أنه إنما منعه من الكلام الورع والخوف من الله عز وجل فسأل عنه بعد انصرافهم فعرّف بدينه وورعه وفضله فلما أفضت الخلافة إليه ولاه قضاء إفريقية سنة٩٩ تسع وتسعين فكانت ولايته من الخليفة، وأقام قاضياً إلى زمن كلثوم بن عياض فاستعفى من القضاء سنة١٢٣ ثلاث وعشرين ومائة رضي الله عنه.
[٣-أبو علقمة]
هو التابعي أبو علقمة مولى عبد الله بن عباس رضي الله عنهم روى عن عبد الله بن عباس وابن عمر وأبي هريرة، وسكن القيروان واستوطنها وولي قضاء إفريقية ذكر ذلك أبو سعيد بن يونس.
[٤-أبو كريب المعافري]
هو القاضي أبو كريب جميل بن كريب المعافري واسمه عبد الرحمن روى عن أبي عبد الرحمن الحبلي وكان من علماء تونس، فأرسل عبد لبرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري إلى والي تونس في طلبه، وأشخصه من تونس سنة ١٣٢ اثنتين وثلاثين ومائة، وراوده على الخطة فسكت ولم يجب حتى قام الأمير على قدميه وقال له: يا أبا كريب والله الذي لا إله إلا هو ما أردتك إلا لتنفيذ الحق علي، وأجعلك حسنة بيني وبين الله عز وجل للمسلمين، وتكون لي عوناً على هذا الأمر وتحكم علي بالحق فاتق الله عز وجل فيما دعوتك إليه من الحق فيَّ وفي المسلمين، فقال له: أبو كريب الله أردت ذلك؟ قال: نعم، فكرره عليه ثلاثاً، فقال أبو كريب: قد قبلت فولاه يومئذٍ قضاء إفريقية وجلس بجامع القيروان يحكم بينهم.
وبعد أيام أتاه خادم لاامرأة الأمير، ورفع إليه أها اشترطت على الأمير أنه متى تسرى عليها كان أمرها بيدها، وأثبت وكالته فأرسل طابعه إلى الأمير يُطالبه بالحضور بين يديه لمرافعة الوكيل، فحضر وجلس بين يديه مع الخادم، فسأله عن القضية فاعترف بالشرط والتسري، فأشهد من حضر أن أمرها بيدها إن شاءت أقامت وإن شاءت طُلّقت وامتثل الأمير ذلك وقال: الحمد لله الذي رأيت قاضياً يحكم بالحق.
وكان أيو كريب إذا توجه إلى الجامع ساق حماره بين يديه وإذا انصرف ركبه، وكان رسن حماره حبل ليف، وكان إذا تبين له الحكم بالليل يأتي دار من ثبت حقه فيأمره أن يُحضر له صالحي جيرانه فيشهدهم ويقول لو تركت هذا إلى غد ثم مت من ليلتي أليس يتلف حقه.
واستمر أبو كريب على خط القضاء إلى أن ثار عاصم بن جميل الصُّفْرِي ومن معه، وغلبوا العسكر وساروا إلى مدينة القيروان وكانوا يستحلون دماء المسلمين وسبي ذراريهم ونسائهم فدعا أبو كريب الناس لقتالهم، واجتمعوا عليه نحو ألف رجل وخرج إلى الوادي المعروف بوادي أبي كريب، وبعد قتال شديدقتل أبو كريب ومن معه سنة ١٤٠ أربعين ومائة رضي الله عنه.
[٥ عبد الرحمن بن أنعم المعافري]
هو القاضي أبو البقاء عبد الرحمن بن زياد بن أنْعُم المعافري الشعباني أول مولود في الإسلام بعد فتح إفريقية، ولد سنة ٩٥ خمس وتسعين ببرقة والجند داخلون إفريقية.
وروى عن أبيه زياد بن أنعم عن أبي أيوب وجماعة من التابعين منهم عبد الرحمن الحبلي.
وكان محثاً عالماً متقدماً ذا ورع وزهد وصلاح، مع تفنن في العربية والشعر، مجاب الدعوة.