يا إمام الهدى عليك سلام ... من رؤوف بالعالمين رحيم
رحمة في الحياة كنت وقوراً ... أي جهل من بعدها مركوم
فحقيق قولي متى قلتأرّخ ... كسفت بعدها بدور العلوم
[-١٢- الشيخ سالم المحجوب]
هوالشيخ أبو النجاة سالم بن حسن ابن الحاج المحجوب المساكني الشريف، قرأ على ابن عمه الشيخ محمد المحجوب وغيره، وتصدى للإشهاد.
ثم تقدم لخطة القضاء ببنزرت، ولعل ولايته كانت عقب استعفاء العالم النحوي المحصل الشيخ حمزة الجباس وذلك أنه ولي خطة قضاء بنزرت عام خمسة عشر وأقام في بنزرت أربعة أشهر أصلبه فيها مرض على ضعف بدنه فاستقال من الخطة ورجع إلى تونس، إلى أن توفي سنة سبع عشرة فكان ولاية صاحب الترجمة بعده ببنزرت، وأقام فيها مدة.
ثم لما عاد المولى عثمان باشا اجتماع المجلس الشرعي أَوْلَى في خطة قضاء باردو الشيخ قاسم ابن قاضي باردو المختار المنكبي غرة ذي القعدة الحرام سنة ١٢٢٩ تسع وعشرين ومائتين وألف فلم يقم على الخطة إلا قليلاً، واستعفى فتقدم عوضه صاحب الترجمة لخطة قضاء باردو المعمور في تاسع ربيع الثاني سنة ١٢٣٠ ثلاثين ومائتين وألف.
وأقام على الخطة المذكورة مع مشيخة المدرسة الجاسوسية، إلى أن توفي الشيخ محمد العذاري قاضي المحلة فتنقل عوضه لمشيخة المدرسة المنتصرية في ربيع الثلاثين سنة ١٢٣٤ أربع وثلاثين وولي عوضه على المدرسة الجاسوسية الشيخ أحمد الكيلاني الطرابلسي.
ثم لما تقدم الشيخ إسماعيل التميمي لخطة الإفتاء يوم عيد النحر سنة١٢٣٤ أربع وثلاثين قدمه الأمير محمود باشا لخطة القضاء بالحاضرة وأعانته عليها معرفته بالتوثيق وكانت بيده إمامة مسجد السبخة.
وأقام في خطة القضاء ست سنين، فعرضت له نازلة قبل فيها التجريح في عدولها مع أنهم من ثقات العدول الذين جرى العمل بعدم قبول التجريح في أمثالهم، وأفضى الأمر فيها إلى عزل شهود التجريح ثم اجتمع المشايخ أبناء عمه ومن معهما وكتبوا شهادة بقصوره وعدم رجوعه لمشورتهم وجعلوها عن إذن القاضي الحنفي الشيخ محمد الدرويش فامتنع من الختم عليها وقال: إني ما علمت عليه من سوء في مدة ولايته الخطة وأفضى الأمر إلى إرسالها للأمير بدون ختم فقبلها الأمير وصرفه عن الخطة يوم الجمعة الثالث من ذي القعدة الحرام سنة ١٢٤١ إحدى وأربعين ومائتين وألف.
وكان موثقاً خيراً مشاركاً فرضياً حسن الأخلاق صبوراً لازم بيت العزل بيته، إلى أن توفي يوم الخميس سابع شعبان الأكرم سنة١٢٥٤ أربع وخمسين ومائتين وألف ودفن بتربة آله من الزلاج عليه رحمة الله آمين.
[-١٣-الشيخ الشاذلي بن المؤدب]
تقدم استيفاء ترجمته وتقدم لخطة القضاء بالحاضرة عند عزل من قبله في ذي القعدة الحرام سنة ١٢٤١ إحدى وأربعين ومائتين وألف، ولازم استشارة الشيوخ والتحري لدينه. ولم تطل مدة ولايته المذكورة فارتقى منها لخطة الفتيا ثاني ربيعي سنة ١٢٤٣ ثلاث وأربعين ومائتين وألف، ولازم الفتيا إلى أن توفي، عليه رحمة الله.
[-١٤-الشيخ محمد البحري]
هو الشيخ أبو عبد الله محمد البحري بن حسين بن عبد الستار بن عامر المانسي قدم جده عبد الستار بن عامر من مانس قرب جبل وسلات عندما أجلاه الأمير علي باي بن حسين، وقرأ بتونس، وحج بيت الله الحرام، وكان مجوداً واستكتبه الوزير الحاج علي بن عبد العزيز، وتوفي عام ١٢٠٥ خمس ومائتين وألف وأرخه أحد شعراء عصره بقوله: [الخفيف]
ذا ضريح قد حاز سراً ونوراً ... ونعيماً وبهجتاً وسرورا
ضم حبراً براً تقياً عفيفاً ... شكره بالثناء أضحى عطيراً
ذاك عبد الستار من حاز فخراً ... واعتزازاً ونال فضلاً كبيرا
أتقن السبع في القراءة فهماً ... وأداء وكان بدراً منيراً
ولقد عطر الزمان بذكر ... في البراري أن ليس يخشى فتوراً
قد دعاه داعي المنايا فلبى ... بامتثال ونال في الخلد حورا
فدعونا وقلت إذ أرخوه ... ربَّي أسكنه في نعيم قصورا