تشيّد ركناً من معالي كماله ... كما ضعضعَ الأبطال قسراً مكارمه
إذا جدد الأكفاء يوماً جمالها ... فلا السيف بتار ولا العضب خادمه
وهذا يسير في علاك فإنه ... بسعد الفتى تأتي، إليه غنائمه
وقرنها قرينه الشيخ محمد الزلفاني بقوله: [الطويل]
وغانيةٍ أمست لقلب تصادمه ... وتغري بذكراها لتشفى عزائمه
فأيقنتها حقا بأنّ لها العلا ... وأنّ لها قدراً تخلت وصائمه
تجلت فأجلت للنديم عفافها ... فيرنو لها لحظٌ وتلك تصادمه
فأحسنه ما قد أبدعتْ بمحاسن ... ويا حبذا والقلب فيه تمائمه
أتت بكرَ فكر من سلافه قرقف ... تحاكي شذا طيب الكرام يبارمه
وقرظها الشيخ محمد بن الخوجة الجزيري بقوله: [الطويل]
وروض زهت أنواره وكمائمه ... ولاحت لنا أنواره ومعالمه
وهبّ أريجٌ منه كالسمك لا خبا ... أريجه إنّ المسك عطر غمائمه
وما هو إلاّ روض فكر الذي ترى ... بأعتابه كلَّ القوافي تسالمه
فذاك أبو العباس أحمد بيرمٌ ... مشيِّدُ أركان البديع وناظمه
كأنّ انسجام القول منه إذا بدا ... لجينُ مياه هام في النهر ساجمه
كأن لطيف النظم عند وفوده ... هبوبُ الصَّبا سارت لديه تكلمه
كأن لدى الأسماع عذب نظامه ... رنين من الأوتار أبدت معاجمه
ولا عيب إن عدت إليك نقائصٌ ... كفى المرء كهم نبلاً أن تعد مثالمه
فقد قالها قوم لقوم كرائمٍ ... فأنت كهم يكفيك فضلا تلائمه
(وذلك فضل الله يوتيه منْ يشا) ... وفضلك لا يحوي لراعٍ تراجمه
وقرظها الشيخ قدور بن رويلة بقوله: [الطويل]
بنشر لريح النظم تهدي مواسمه ... وتروي ذكي المسك عنه مباسمه
وصافحنا الوسميُّ من قطرِ فكره ... بنظم عقودِ الدرِّ تهمي غمائمه
وأفعم في وادي البلاغة وانطوى ... حساماً صقيلاً يبهر العقل صارمه
فلن يستطيع الخوض منَ فيه مسكة ... ولا يستطيع الغوص من هو عائمه
على أنه نظم من أفكار بيرم ... فلن يبلغ السباق منه طواسمه
فلله ما أعلى طوالع نظمه ... وناغمه إن شئت يسمعك ناعمه
بسعد الفتى تأتي إليه عزائمه ... وتبدو لدى كلِّ الأنام مكارمه
ففي كل ضرب منه آية سحرةٍ ... وكل عروض منه يعرض فاحمه
اذا كان صوغ الفكر منه توائماً ... فمن ذا الذي منه تقيه تمائمه
فإن الذي إن كنت كف معصم ... فبيرم في الصنع البديع خواتمه
وقرظها الشيخ أحمد بن عمر الجزيري بقوله: [الطويل]
لتنبيك عنْ فخر العلاء مباسمه ... عرائس فكر في السماك دعائمه
يضيء الدجى عند انصداع صاحبها ... ومن فرعها يبدو من الليل قاتمه
إذا افترّ عن نظم اللآلي ثغورها ... يلوح من المنثور في النحر ساجمه
إذا نظمت شمس المحيا تبرقعت ... مها الحسن وانسدت حياء معالمه
فما هي إلاّ السحر تعبث بالنُّهى ... وما هي إلا الروض تشدو حمائمه
ولا غرو أن تسقي النفوس حياتها ... فإن أبا العباس للعقد ناظمة
همام بأوج العز مسرى جواده ... وأرض مثار الحمد فيه قوائمه
فلا الفخر إلا في معاشر أهله ... سلالة فضل صاغها من يلائمه
تراه على متن الثريّا قد استوى ... وفي مقعد الأحباب تهمي غمائمه
إذا ما يصوغ المدح أحيا زهيره ... وإن جال في سحر البيان فحاتمه
كأنّ نظام الشعر من لطف صنعه ... عقودٌ من الياقوتِ منها كرائمه
ومن ثم رمت الصفو عما منحته ... لما أنه سعد الزمان وحاتمه
[القصيدة الثالثة]
من إنشاء الأكتب البارع الماجد أبي محمد حمودة الزلفاني وهي قوله: [الطويل]
غزالٌ سبى الألباب في ثغره شهدُ ... ومن هجره يبدو لعاشقه سهد
لقدْ سهم الأكباد هدبُ لحاظه ... ومن خدِّه حسناً لقد يجتني الورد
وحسنُ ابتسام للبروق أعاره ... ومن نوره شمسلإ لقد زانها وقد
هلالٌ يعم الكون بعض ضيائه ... ويخجل منه البدر إذْ دونه سعد
شربت كؤوساً من مدامة ثغره ... فأمسيت نشواناً ولا عادني نكد