هو شيخنا أبو الفلاح بن فرحات بن محمد بن فرحات بن أحمد بن حامد التبرسقي الأنصاري، وأمه عسكرية من ذرية الشيخ سيدي عسكر دفين الحمادة، فله شرف من قبل أمه ولد بتبرسق أواخر سنة ١٢٣٥ خمس وثلاثين ومائتين وألف ونشأ بين يدي والده، وقرأ عليه القرآن هنالك وقرأ على عمه الشيخ البخاري التبرسقي في شرح الصغرى والكفاية، وقرأ على الشيخ الحاج علي بن الشاهد شرح البسملة والسوسي في الفلك وبعض علوم حكمية.
ثم قدم إلى تونس وبمعيته أخوه الشيخ سليمان التبرسقي في طلب العلم فأما أخوه الشيخ سليمان فنشأ في ذكاء شهير وملازمته في خدمة العلم وولي خطة القضاء بالمحمدية على عهد المقدس أحمد باشا وتقدم للتدريس بجامع الزيتونة ولازمه، وقد أدركته يقرئ بجامع الزيتونة بعد الثمانين والمائتين والألف وتوفي في ذلك العهد عليه رحمة الله.
وأما أخوه صاحب الترجمة فقرأ على الشيخ يونس الدباغ شرح الدمنهوري على السمرقندية، وقرأ على الشيخ الأمين الكيلاني مختصر السعد، وقرأ على الشيخ عاشور القاضي على أيساغوجي والقلصادي والدرة والشنشوري على الرحيبة والكفاية، وقرأ على الشيخ علي العفيف الملوي على السمرقفندية والأشموني وقرأ على الشيخ الشاذلي بن صالح الشيخ خالد على الآجرومية والأزهرية والف٥اكهي، وقرأ على الشيخ محمد القبايلي القاضي على الخزرجية والدردير على المختصر الخليلي وبعض علوم انفرد بها، وقرأ على الشيخ محمد البنا الصغرى والمكودي على الألفية والخرشي على المختصر الخليلي، وقرأ على الشيخ محمد النيفر القطب على الشمسية والكبرى والخرشيعلى المختصر الخليلي وقطعة من تفسير القاضي البيضاوي، وقرأ على الشيخ محمد الخضار الهداية والدماميني على الخزرجية، وقرأ على الشيخ محمد بن سلامة نبذة من تفسير القاضي البيضاوي، وقرأ على الشيخ محمد بن عاشور الفاكهي والخبيصي ومختصر السعد والمغني والدردير والتاودي والمحلي على جمع الجوامع، وقرأ على الشيخ محمد معاوية العصام على السمرقندية والسعد على العقائد النسفية والمطول والشبرخيتي على الأربعين النووية والشفا للقاضي عياض، وقرأ على الشيخ محمد بن ملوكة شرحيه على الدرة ورسالته المنطقية ورسالته في أوائل السور وآجروميته النحوية والمكودي على الألفية، وقرأ على جدي الشيخ محمد السنوسي الخرشي على المختصر الخليلي، وأخذ صحيح البخاري عن الشيخ محمد بيرم الرابع واشيخ محمد بن الخوجة، وقرأ على الشيخ إبراهيم الرياحي دروساً من تفسير القاضي البيضاوي وجلس للإقراء بجامع الزيتونة فبث العلم في صدور كثير من الرجال، وتقدم لخطتي التدريس.
وتقدم لخطة قضاء المحلة المنصورة يوم الأحد الخامس عشر من شعبان الأكرم سنة١٢٧٧ سبع وسبعين ومائتين وألف، وسافر مع الأمير علي باي ولاقى من بره ما هو أهل له ثم تقدم لخطة قضاء باردو المعمور أواخر شوال سنة ١٢٨٥ خمس وثمانين ومائتين وألف وجلس بمحكمة باردو وتقدم لمشيخة المدرسة الجديدة أوائل رجل الأصب سنة ١٢٨٨ ثمان وثمانين وختم بها الأختام المحررة الدالة على سعة علمه، ثم تقدم مفتياً سادساً في الثامن والعشرين من ذي القعدة الحرام سنة ١٢٩٠ تسعين ومائتين وألف ولما توفي الشيخ علي العفيف صار مفتياً خامساً.