٦ ورسالة أجاب بها الأمير المذكور عن سؤال أتاه به على لسان حضرة كاتبه المقرب العالم المدرس الشيخ محمد المناعي في قوم من المسلمين استأسرهم العدو بمراكبه وتحققوا أنهم مقتولون لما رأوه وقع بغيرهم هل يجوز لهم حرق خزنة البارود نكاية بالعدو ولأهلاك مراكبه وإن كانوا ميتين من ذلك لا محالة وهل تحصل لهم الشهادة بهذا الممات أم لا.
٧ ورسالة أجاب بها الشيخ إبراهيم الرياحي فيمن حلف بالطلاق ما بقيت تقعد.
٨ ورسالة في الجواب عن نازلة حبس مالكي.
٩ ورسالة الوصية بالثلث.
١٠ ورسالة في حبس بعض نساء الملوك على قراء القرآن ليقرءوا على قبرها وأوضح بها حكم هاته القراءات على القبور.
١١ ورسالة أجاب بها مفتي سوسة الشيخ حسن الهدة في طريق غير نافذة.
١٢ ورسالة أجاب بها عن سؤال ورد له من تقرت من بلاد الصحراء هل يسوغ عزل الأصلح من وكالة أوقاف الجامع وإمامته أم لا وهل تنعقد الولاية لغير الأصلح أم لا.
١٣ ورسالة أخرى في الجواب عن أربعة أسئلة كثيرة الدوران.
١٤ ورسالة في حكم الفئة الباغية إذا قتلوا أحداً هل يقتل به من أمكن الحصول عليه أو لا يقتل غير المقاتل.
١٥ ورسالة في حكم وطء الأمة المشتراة للتجارة على ذمة صاحب المال مع أن المدير شريك في الربح فهل يسوغ له ذلك بحق الشركة في الربح أم لا.
١٦ ورسالة في حكم لبس العمامة واستعمال شراريب الحرير في البرانس.
١٧ ورسالة في قول الفقهاء ولا يجمع بين عاصبين.
١٨ ورسالة في حكم الشهادة إذا تأخرت عن وقتها استدرك بها على الشيخ قاسم عظوم.
١٩ ورسالة فيمن حبس عقاراً غير معين.
٢٠ ورسالة فيمن حلف على زوجته فقصدت تحنيثه.
٢١ ورسالة في البيع على اليتيم.
٢٢ ورسالة في كون اللوازم الشرعية كاللوازم العقلية.
٢٣ ورسالة في الرجوع عن الوصية.
إلى غير ذلك من الرسائل التي لتحرير تلك المسائل، من أعظم الوسائل، وكم له من مراسلات، حررت أحكاماً بالآيات البينات.
وبعد وفاة الشيخ حسن الشريف تقدم إلى خطة الإفتاء يوم عيد النحر سنة أربع وثلاثين وأقام على خطته إلى أن سعى به بعض السفهاء المتزلفين لملوك الإطلاق بأنه تتبع الأجفار ويخير بقصر مدة الأمير، ولما حضر يوم المجلس بباردو لم يأذن له بالدخول مع الشيوخ وأخبرهم الخبر فلم يفه منهم واحد بجواب فعزله الأمير من خطة الإفتاء يوم الأحد الحادي عشر من ذي القعدة سنة ١٢٣٥ خمس وثلاثين ومائتين وألف وأولى مكانه الشيخ محمد المحجوب مفتياً والشيخ محمد الشرفي عدل باب الجزيرة شيخاً على المدرسة الأندلسية ونفاه إلى ماطر فأقام هنالك.
قيل إنه بعد مدة أرسل أحد تلاميذه إلى زاوية الشيخ سيدي أحمد بن عروس رضي الله عنه يطلب منه الإذن في الرجوع ويشكوه ذلك المقام ففعل التلميذ ورجع للشيخ بماطر وأخبره أنه رأى في نومه رجلاً خارجاً من الزاوية ينشد: [البسيط]
أبان مولده عن طيب عنصره ... يا طيب مبتدإ منه ومختتم
فقال الشيخ ها أنا في انتظار إلى ربيع الأول وكان الأمر كذلك ففي أول يوم من ربيع الأول سنة ١٢٣٦ ورد إليه البشير بالإذن بالرجوع إلى تونس.
ورأيت في بعض تقاييد معاصرية أنه إنما أقام في ماطر أربعة وثلاثين يوماً ورجع إلى تونس يوم الجمعة الخامس عشر من ذي الحجة فعاد إلى الحاضرة ولاقى من إقبال العلماء وتعظيمهم لمقامه ما هو أهله واقترحوا عليه أن يقريهم المسائل وإفادة كل كسال ودروسه محط لرحال أهل العلوم سلك فيها من التحقيق مسلكه المعلوم.
ثم إن الأمير حسين باشا قدمه مفتياً ثانياً يوم الخميس السادس والعشرين من رجب سنة ١٢٣٩ تسع وثلاثين ومائتين وألف بين المفتيين المحجوبين الوالد وولده فزان خطة الإفتا، بطريقه لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً.
وأقام المفتي، وعم نفعه المتعلم والمستفتي، إلى أن توفي رئيس أهل الشورى أبو عبد الله محمد المحجوب فقدمه الأمير المذكور للرئاسة في شعبان الأكرم سنة ١٢٤٣ ثلاث وأربعين ومائتين وألف فزان الخطة علماً وعملاً وفقهاً مديداً.