هو جدي وشيخ مشايخي أبو عبد الله محمد السنوسي بن عثمان بن محمد بن أحمد عرف ابن مهنية من حفدة الولي الصالح الشيخ سيدي عساكر بن ضيف الله بن محمد بن منصور بن إبراهيم بن محمد بن عامر بن موسى بن عبد الله بن عثمان بن بخت بن عياد بن ثابت بن منصور بن عامر بن موسى بن مسعود بن علي بن عبد المجيد بن عمران بن محمد بن داوود بن علي بن عبد الله بن إدريس بن إدريس الأصغر بن إدريس الأصغر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن الصبت ابن علي وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كان سيدي عساكر من مشاهير الأولياء رضي الله عنه، وهو دفين قلعة سنان قرب الكاف.
كان حفيده أبو العباس أحمد بن مهنية القلعي خيراً، حج بيت الله الحرام. وتنقل ولده أبو عبد الله مَحمد بفتح أوله إلى بلد الكاف، وأقام بها إلى أن توفي ودفن بمقصورة الشيخ سيدي ابن حرزة الله.
ونشأ ولده الشيخ أبو النور عثمان في طلب العلم، فقرأ هنالك أولاً، ثم ارتحل إلى تونس فقرأ بجامع الزيتونة على الشيخ عبد الله السوسي وقد استفدت ذلك من تقاريره التي على كتبه، وقرأ على غيره من علماء ذلك العصر وسكن المدرسة المرادية ن وأقرأ بها، وتقدم لخطة العدالة على عهد الأمير محمد الرشيد بن حسين بن علي في أواخر جمادى الأولى سنة ١١٧٠ سبعين ومائة وألف، ثم قدمه الأمير علي باي ابن حسين مدرساً بالجامع الكبير ببلد الكاف، ومرتبه عن ذلك ستة نواصر، وذلك أةائل جمادى الأولى سنة ١١٧٧ سبع وسبعين ومائة وألف، فرجع إلى بلده وتصدى للإقراء.
وأخذ عنه هنالك الشيخ الحاج أحمد الزين قاضي بلد الكاف، والشيخ الحاج أحمد بن العلمي، والشيخ الحاج ونيس وغيرهم.
ثم قدمه الأمير المذكور لمشيخة المدرسة الحسينية بالكاف، ومرتبه سبعة نواصر، وذلك في أواسط المحرم سنة ١١٨١ إحدى وثمانين ومائة وألف، وزاده بعد ذلك في مرتبه ضعفيه حتى بلغ ست خرارب يومياً. وكان في أثناء إقامته يقدم لتونس لزيارة أحبته بها وألإجتماع بهم.
ولما قدم إلى حاضرة تونس أوائل سنة ١١٩٣ ثلاث وتسعين ومائة وألف قدمه الأمير علي باي لخطة الفتيا ببلد الكاف في التاسع والعشرين من صفر الخير سنة ١١٩٣ ثلاث وتسعين ومائة وألف على كره منه، ورجع إلى بلده كرهاً يطلب حسن الخاتمة فلم تطل إقامته في الخطة، وعاجله الأجل ودفن بمدفن والده بمقصورة سيدي ابن حرز الله، وإلى هذا اليوم على قبره تابوت وهو مزار في بلد الكاف.
وكان عالماً عاملاً ولوعاً بالمعقول جميل الخط نسخ كتب قراءته كلها بخطه وكتب على جميعها التقريرات وتحريرات عن أشياخه ومن استظهاراته قد انتفعت بها حال قراءتي وإقرائي. وكان متخلقاً بأخلاق الصالحين محباً في الأولياء، كثير الزيارة لهم، سمى أولاده على أسماء من تيمن بأسمائهم تفائلاً، فسمى أكبرهم باسم عالم الكلام صاحب الكبرى الشيخ سيدي محمد السنوسي وسمى الثاني باسم الفقيه الصوفي الشيخ سيدي أحمد زروق، وسمى الثالث باسم القطب الشاذلي رضي الله عنه. وقد حقق الله رجاءه في جميعهم. فأمل الشيخ محمد الشاذلي فكان عالماً فاضلاً كثير الخلوة ملازماً للأذكار تقدم للتدريس بجامع بلد الكاف في المحرم سنة ١٢١٢ إثنتي عشرة ومائتين وألف، ومات قتيلاً في الطريق بين تونس والكاف.
وترك ولداً من علماء الزيتونة وهو الشيخ محمد اللخمي قرأ على عميه وارتحل إلى صفاقس للأخذ على عالمها الشيخ محمد مقديش فأخذ عنه علوماً انفرد بها من دقائق الحساب والهيئة وعلوم حكمية نظرية عملية وتعاطى بها فن الكيمياء والرمل والجفر كثيراً، وبرع بالمعقول والمنقول، وأقرأ بتونس كتب مهمة منها شرح السعد على العقائد النفسية وكان حسن المحاضرة أديباً ظريفاً فرضياً موثّقاً حسن الملاقاة والإلقاء وتوفي بالمرض العام سنة ١٢٦٦ ست وستين ومائتين وألف عليه رحمة الله آمين.
وأما الشيخ أحمد زروق فكان من فحول العلماء وخاصة البلغاء، وزان الخطط العلمية وتوفي على خطة قضاء المحلة المنصورة، عليه رحمة الله آمين.