للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هو شيخنا أبو الصفا الطاهر بن محمد بن أحمد بن قاسم بن محمد النيفر، هو رابع القضاة من آل بيته ولد سنة١٢٤٧ سبع وأربعين ومائتين وألف. تربى في حجر اعتناء أبيه، فقرأ القرآن العظيم وجوده على الشيخ محمد الستاري والشيخ محمد بن شعبان، وتصدى لقراءة العلم الشريف، فقرأ على والده الآجرومية، والقطر وشرح ميارة على ابن عاشر، والكفاية ونبذة من الأشموني، ومختصر السعد، والقطب على الشمسية، والتاودي على العاصمية، وقطعة من مختصر الشيخ خليل ونبذة من شرح الشهاب على الشفا، وقطعة من صحيح البخاري وقطعة من تفسير القاضي البيضاوي. وقرأ على الشيخ أحمد عاشور الأزهرية والقطر والمقدمة والفاكهي ونصف الأشموني ونبذة من الخبيصي ونبذة من الدرة ونبذة من الختصر الخليلي وقرأ على الشيخ محمد الشنقيطي شرح الشيخ خالد على الآجرومية وقرأ على الشيخ أحمد بن الطاهر متن الآجرومية وشرح الشيخ خالد عليه وقطعة من المكودي على الألفية وقرأ على الشيخ محمد بن مصطفى البارودي نبذة من الشذور وقرأ على الشيخ الحاج عبد الله الدراجي نبذة من شرح الآجرومية للشيخ خالد وقرأ على الشيخ حسن بن الخوجة شرح الشيخ خالد والأزهرية والقطر وقرأ على الشيخ محمد بن ملوكة آجروميته النحوية، وقرأ على الشيخ محمد الخضار الألفية بشرح ابن عقيل ثم أتمها بشرح الأشموني وقرأ على عمه الشيخ صالح النيفر المكودي ومختصر السعد وقرأ على الشيخ علي العفيف نبذة من التوضيح وقرأ على الشيخ الشاذلي بن صالح شرح الشيخ خالد على الآجرومية وقرأ على الشيخ محمد معاوية شرح الأشموني على الألفية لجمع التكسير وقرأ على الشيخ محمد بن سلامة قطعة من المكودي على الألفية وقرأ على الشيخ محمد بن الخوجة قطعة من المكودي.

ولما استكمل معالميه تصدى للتعليم، وعند ذلك أقامه والده مُقامه في خطة التدريس من الرتبة الأولى ابتداء بموافقة شيخ الإسلام البيرمي الرابع، فصدر له أمر الولاية ولازم التدريس متدرجاً مع غاية المواظبة والمحافظة على الوقت والاعتناء بالدروس في تحقيق مسائلها وإلقائها في الدرس على نسق واحد، إلى أن أتى على أعالي الكتب المهمة من الحديث والفقه والأصول والبيان والنحو وغير ذلك وتيسر له بمواظبته أن ختم منها ما عز على خيره.

وقرأ عليه كثير من أعيان فضلاء جامع الزيتونة حتى كانت أختامه رياضاً لبديع القصائد التي أنشدت في الأختام بين يديه وهي تصلح أن تكون ديواناً لطيفاً وتقدم بعد والده لإمامة مسجد باب الجزيرة وختم فيه أختاماً بديعة حضرت الكثير منها.

وتقدم أيضاً لمشيخة بئر الحجار.

وقد قرأت عليه شرح الشذور لابن هشام وشرح الشنشوري على الرحبية متابعة بحواشي الباجوري وكلاهما ختمته عليه وقرأت عليه قطعة وافرة من الأشموني، ودروساً من آخر شرح الدردير على المختصر الخليلي، وقطعة من أول شرح الخرشي عليه إلى التيمم ونبذة من المطول على التلخيص بحواشيه، وقطعة من شرح الزرقاني على الموطأ، ونحو الربع الأول من شرح القسطلاني على صحيح البخاري دراية.

واستجزته بسنده فيه فأجاز لي إجازة مطلقة عامة ثم خص فيها سنده في صحيح البخاري وهذا نصها: نحمدك يا من أنار صدور الصدور بأنوار السنة النبوية، وآثر لحفظ درها المنظوم والمنثور عزائم أهل الهمم الأبية، فحمل علمها من كل خلف عدوله، وسَلِم من تحريف القالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين معقوله ومنقوله، فهو الوديعة تُبلغ خلفاً عن سلف، والذخيرة حظ مضيّعها من الدارن الندامة والأسف، وأصلي وأسلم على من اتصل به السند إليك بلا انقطاع، وبلغ بصحيح المصحف والموضوع بين الذعاع، فتواتر في الخافقين مشروعه واشتهر صالحه ومسنده ومرفوعه، وعلى الطاهرين آله، وعلى تابعيهم الغائصين على فرائده العديمة لمثالها السالفين الجهد في جمعها وإيصالها.

<<  <   >  >>