للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأما ولده صاحب الترجمة فقد اعتنى ولده بتعليمه كباقي إخوته بحيث أنه أقام لهم مؤدباً أولاً ثم أحضر لهم الشيخ محمد بن شعبان لتجويد القرآن العظيم والشيخ أحمد بن الطاهر لقراءة العلم الشريف قرأوا عليهمأن وفي بمدإ رجولية صاحب الترجمة دخل بجامع الزيتونة في شوال سنة ٥٩، فقرأ على الشيخ عمر القسنطيني الأجرومية، وقرأ على الشيخ محمد بن مصطفى البارودي شرح الشيخ خالد على الآجرومية والشذور، وقرأ على الشيخ حسن فرشيش الأزهرية والقطر والصغرى، وقرأ على الشيخ محمد الأبي الأزهرية والقطر ومتن الألفية والرحبية، وقرأ على الشيخ محمود قابادو متن إيساغوجي والسلم وآداب البحث والسمرقندية ونبذة من الخبيصي، وقرأ على الشيخ أحمد بن الطاهر الكفاية والأشموني ومتن التلخيص، وقرأ على الشيخ الشاذلي بن صالح الشذور والملّوي على السلم، وقرأ على الشيخ محمد الخضار غالب الأشموني وقطعة من الخرشي والبردة والقاضي علي إيساغوجي، وقرأ على الشيخ محمد بن سلامة المكودي على الألفية ونبذة من التاودي، وقرأ على الشيخ محمد البنا الدردير على المختصر الخليلي وأول الخرشي عليه ومختصر السعد والمحلي وقطعة من الأشموني، وقرأ على الشيخ محمد بن الخوجة نبذة من المكودي، وقرأ على الشيخ محمد معاوية الأشموني والمطول ونبذة من صدر الشريعةوالشفأن وقرأ على الشيخ محمد النيفر القطر وميارة والكفاية ومختصر السعد والكبرى والقطب، وقرأ على الشيخ حمودة بن عاشور الفاكهي ومختصر السعد، وقرأ على الشيخ محمد الشاهد نصف الخرشي وغالب المطول، وقرأ على الشيخ محمد بن ملوكة تأليفه النحوي، وقرأ على الشيخ إبراهيم الرياحي نبذة من الموطأن وروى قطعة من صحيح البخاري.

وبرع براعة كلية وجلس للإقراء بجامع الزيتونة في ربيع الأول سنة١٢٦٦ ست وستين، وتقدم للرتبة الثانية في التدريس بجامع الزيتونة في أول ربيع سنة ١٢٦٨ ثمان وستين ومائتين وألف، وتقدم للرتبة الأولى في أواسط المحرم سنة ١٢٨٣ ثلاث وثمانين ومائتين وألف، فزان الخطة بعلمه. وهو آية الله في الذكاء والتحقيق وله تحصيل زائد في العلوم العقلية وعلى الخصوص علم المنطق وآداب البحث فقد أدركت جامع الزيتونة وهوالذي يشار إليه فيهمأن ومهما تصدى للفهم أتى بالعجب العجاب من التحرير والتدقيق مع حسن الإلقاء وتتبع أمهات المسائل، وقد سخر الله له حديد الصعب فلان بين يديه مع كمال براعة في تصوير المعقول محسوساً بحيث إنه له قدرة على توصيل الطالبين ليست لغيره وبذلك انتفع عليه خلق كثير، وفيه محاسن أخلاق.

وقد كان فيمن انتخب للمجالس القانونية عند وضعها سنة١٢٧٧ سبع وسبعين ومائتين وألف، فولي عضواً في المجلس الأكبر وكاهية رئيس المجلس الاعتيادي، وظهرت له البراعة في التطبيق على كليات القوانين. ولما علمت الدولة منه في ذلك العهد انتخبته وكيلاً عنها في الدعوى التي أقامتها على الوزير مصطفى خزنة دار عند عزله ولما انتهت النازلة المذكورة قدمته لخطة قضاء باردو المعمور في الثامن والعشرين من ذي القعدة الحرام سنة ١٢٩٠ تسعين ومائتين وألف.

وقد قرأت عليه شرح الشيخ خالد على مقدمة ابن هشام ونبذة من لامية الأفعال والمغني لابن هشام بحواشيه إلى أن بلغنا إلى الجمل التي لا محل لها من الإعراب قراءة تحقيق وبحث، ولم بلغنا فيه إلى حيث لا يتحمل المقام البحث لبساطة المسائل ورأى تلامذته كفاءة لأن يتمموا ما بقي بأنفسهم آذاننا بمطالعة ما بقي، وابتدأنا المطول على التلخيص بحواشيه مع متابعة المفتاح وشروحه في بعض المسائل ولازمنا معه الجري على ذلك النمط إلى مبحث التعريف باللام من المسند إليه، وقرأت عليه القطب على لشمسية بحواشي السيد وعبد الحكيم إلى بحث الموجهات فمنعني مانع من الحضور إلى أواخره فحضرت ختمه وابتدأنا شرح السيد على المواقف بحواشيه بطلب منا وقد خاطبته في ذلك بقولي: [الطويل]

إذا ما بدت في الموقف الصعب وقفة ... من المدره الراقي سماء المعارف

فأنت الذي ترقى به وقفة لكي ... تجاوز بعد القطب صعب المواقف

وقد حضرت الدرس المذكور إلى أن أتممنا الموقف الأول وأتينأن على غالب الموقف الثاني باعتناء الطالب والمطلوب حيث أن الكتاب المذكور منذ عصور لم يكن له حديث بين علماء تونس.

<<  <   >  >>