ارتحل السيد علي الجلازي من ماطر إلى دخلة المعاوين وسكن بإقليبية وتزوج هناك له العانس المذكورة كل ذلك استفدته من رسوم شرفهم التي تقتضي ثبوت اتصالهم بهلال بن سعد بن أحمد بن داود بن عباد بن عون بن عبد العزيز بن محمد بن عبد الله بن أدريس الأصغر بن أدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثني بن الحسن السبط بن علي وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلو لدي شرف من قبل أمه زيادة على ماله من قبل أمه زيادة على ماله من قبل أبيه وهو وإن تخللته بعض الأمهات إلا أن الذين أفتى به الشيخ عبد الباقي الزرقاني هو أن شرف الأم يثبت به الشرف نظراً للولادة فابن الشريفة شريف وله ولأبنائه لبس علامة الأشراف ما لم يخصها الأمير بشرف الآباء وإلا فيكون بمثابة ما إذا عينها بقرفة من الأشراف خاصة، وقد ألف في المسألة ابن مرزوق كتاباً سماه (إسماع الصم في إثبتات شرف الأم) وهي المسألة التي ختم بها الونشريسي معياره وبمقتضى ذلك فإن جد ولدي للأم هو أبو الحسن علي بن محمد بن محمد القليبي بن رقية بنت آمنة بنت العانس بنت علي بن عبد الله بن عبد القادر الجلازي من ذرية هلال بن سعد بن أحمد بن داود بن عياد بن عون بن عبد العزيز بن محمد بن عبد الله بن أدريس بن أدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت ولادة ولدي من زوجي المذكورة قبل منتصف ليلة الخميس بساعتين من عاشر شعبان الأكرم سنة ١٢٩٥ خمس وتسعين ومائتين وألف الموافق للسابع والعشرين من يوليه الأعجمي وثامن أغشت الإفرنجي سنة ١٨٧٨ ثمان وسبعين وثماني عشرة مائة مسيحية فسميته محمداص نسأل الله أن يجعله محموداً المبدأ والمال، بجاه رسوله والآل، فهو محمد بن محمد بن عثمان بن محمد بن محمد السنوسي بن عثمان بن محمد بن أحمد عرف بن مهنية أحد حفدة الولي الصالح الشيخ سيدي عساكر بن ضيف الله بن محمد بن منصور الشريف الحسني رضي الله عنه، أعاد الله علي وعليه فضل السلف، وجعلنا ممن بالعلم والعمل قد تحلى واتصف، بجاه من هو أصل الفضل والشرف. ولما كان هذا الولد هو باكورة أبنائي أرخ ولادته العالم الفاضل التحرير الماجد الشيخ محمد بن الخوجة بقوله: [الطويل]
ترنَّم في دوح المسرة مخبري ... هزارُ تهانٍ بالسرور الموفر
وقد شنف الأسماع بالخبر الذي ... يرنح أعطافاً ذوات توقر
ولا غرو أن هز النفوس وطيه ... لقد زيد في حزب العلا أي مفخر
أما إنّه فرع الأصول التي زكت ... ويعرف طيبُ الفرع من طيب عنصر
سلسل الكرام الغر من عرفت لهم ... مفاخر بالزهر الكواكب تزدري
أما إنه نجل السنوسيّ فذِّنا ... هو البارع المشهور والمنصف السري
هو السيد النحرير والعالم الذي ... يعاطي النهى من قوله أي مسكر
همام له حيزت مآثر جمة ... يقصِّر عنها كل من لم يقصر
وسرعان هذا النجل يصبح مثله ... فكل هلال مقمر دون منكر
وقد سرني ذاك الحبيب بنجله ... أقول له أرخ محمد ...
وأرخه أيضاً العالم الماجد الدراكة الشيخ محمد جعيط بقوله: [الطويل]
سرتْ وهناً يشفي النفوس مسيرها ... بشائر ترويها النهي وتديرها
تشيّد للعلياء ركن فخارها ... فتى زيد للفذ الصديق نصيرها
بنجلك فردوس المسرة فتحت ... أفانينه وانساب منه عبيرها
وألبست الخضراء نوراً به كما ... تبرجت الخضرا وغنّى بشيرها
وتاقت لما اعتادته من بيت أصله ... منابر مجدكي يحلّى سريرها
كأني بهذا النجل قد بذّ في العلا ... كهو لأسرار العلوم بصيرها
كأنّي به في روضة الدرس للورى ... يعاطي كؤوساً غيرُ ظامٍ سميرها
كأنّي به في موقف الفخر منشد ... ذروني فإني بالعلاء خبيرها
كأني به يوم الرهان بحلبة ال? ... ?قريض إليه السبق وهو جريرها
فراسةُ رأي غالب الظن صدقها ... إذا شاء من للكائنات يديرها
فللفرع طيب الأصل مثل نتيجة ... فمنْ أصل صدق الشكل صدقاً يسيرها
أعيد ابن خلي بالذي رفع السما ... فما أن يرى في نفسه ما يديرها
ودم يا شقيقَ الروح تهنا مهنَّأً ... بنجل الرضى والعينُ قرّ قريرها