الْوَجْهُ الثَّانِي:
٦٩٢٢ - حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ شِهَابٍ الْقَزْوِينِيُّ الْمَذْحِجِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سَابِقٍ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ عَنِ الرَّبِيعِ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلِهِ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضل إذا اهتديتم قَالَ: كَانُوا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ جُلُوسًا فكان بين جُلَسَاءِ عَبْدِ اللَّهِ: أَلا أَقُومُ فَآمُرُهُمَا بِالْمَعْرُوفِ وَأَنْهَاهُمَا عَنِ الْمُنْكَرِ. فقال أخى إِلَى جَنْبِهِ: عَلَيْكَ بِنَفْسِكَ فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ قَالَ: فَسَمِعَهَا ابْنُ مَسْعُودٍ. فَقَالَ: مَهْ لَمْ يَجِئْ تَأْوِيلُ هَذِهِ الآيَةِ بَعْدُ. إِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ حَيْثُ أُنْزِلَ، وَمِنْهُ آيٌ: قَدْ مَضَى تَأْوِيلُهُنَّ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومنه أي: يقع تأولهن بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسِنِينَ. وَمِنْهُ آيٌ: يَقَعُ تَأْوِيلُهُنَّ بَعْدَ الْيَوْمِ. وَمِنْهُ آيٌ: يَقَعُ تَأْوِيلُهُنَّ عِنْدَ الْحِسَابِ مَا ذَكَرَ مِنَ الْحِسَابِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ. فَمَا دَامَتْ قُلُوبُكُمْ وَاحِدَةً وأهواءكم وَاحِدَةً وَلَمْ تَلْبِسُوا شِيَعًا وَلَمْ يَزقْ بَعْضُكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ، فَمُرُوا وَانْهَوْا فَإِذَا اخْتَلَفَتِ الْقُلُوبُ والأهواء وألبستم شعيا، وَذَاقَ بَعْضُكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ فَكُلُّ امْرِئٍ وَنَفْسَهُ فَعِنْدَ ذَلِكَ جَاءَ تَأْوِيلُ هَذِهِ الآيَةِ.
٦٩٢٣ - حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ شُرَيْحٍ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، ثنا مَعْقِلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عن حبيب بن حري، عن محكول: أَنَّ رَجُلا سَأَلَهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ فَقَالَ: إِنَّ تَأْوِيلَ هَذِهِ الآيَةِ لَمْ يَجِئْ، إِذَا هاب الواعظ وأنكر الموعوظ، فعليك لَا يَضُرُّكَ حِينَئِذٍ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتَ.
الْوَجْهُ الثَّالِثُ:
٦٩٢٤ - حَدَّثَنَا أَبي، ثنا هِشَامِ بْنُ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ كَعْبٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ قَالَ: إِذَا هُدِّمَتْ كَنِيسَةُ مَسْجِدِ دِمَشْقَ فَجَعَلُوهَا مَسْجِدًا وَظَهَرَ لُبْسُ الْعُصُبِ فَحِينَئِذٍ تَأْوِيلُ هَذِهِ الآيَةِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute