للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيقال لَهُ: انظر إِلَى منزلك لو ثبت، ثُمَّ يفتح لَهُ باب إِلَى النَّار، فيقال لَهُ: انظر إِلَى منزلك إذ زغت، فذلك قوله تعالى: يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ «١» .

١٢٢٦٧ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ المُؤْمِن إِذَا حضره الموت، شهدته الملائكة، فسلموا عليه وبشروه بالجنة، فإذا مات، مشوا معه في جنازته، ثُمَّ صلوا عليه مع الناس، فإذا دفن، أجلس في قبره فيقال لَهُ: مِنْ ربك؟ فَيَقُولُ: ربي الله. فيقال لَهُ: مِنْ رسولك؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّد. فيقال لَهُ: مَا شهادتك؟ فَيَقُولُ: أَشْهَدُ إِنَّ لَا إِلَهَ إِلَا اللَّهُ وَأَشْهَدُ إِنَّ محمدًا رَسُول الله.

فذلك قوله: يُثَبِّتُ اللَّهُ الذين آمنوا ... الآية. فيوسع لَهُ في قبره مد بصره.

وأما الكافر، فتنزل الملائكة فيبسطون أيديهم- والبسط هُوَ الضرب- يضربون وجوههم وأدبارهم عند الموت، فإذا دَخَلَ قبره أقعد فقيل لَهُ: مِنْ ربك؟ فلم يرجع إِلَيْهِمْ شيئا وأنساه الله ذكر ذَلِكَ. وَإِذَا قيل لَهُ: مِنَ الرسول الّذِي بعث إليكم؟ لَمْ يهتد لَهُ ولم يرجع إِلَيْهِمْ شيئًا، فذلك قوله: ويضل الله الظالمين «٢» .

قوله تعالى: وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ.

١٢٢٦٨ - عَنْ قَتَادَةَ الأَنْصَارِي قَالَ: إِنَّ المُؤْمِن إِذَا مات أجلس في قبره، فيقال لَهُ مِنْ ربك؟ فَيَقُولُ: الله. فيقال لَهُ: مِنْ نبيك؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّد بن عَبْد الله. فيقال لَهُ ذَلِكَ ثلاث مرات، ثُمَّ يفتح لَهُ باب إِلَى النَّار فيقال لَهُ: انظر إِلَى منزلك لو زغت ثُمَّ يفتح له باب إلى الجنة فيقال له انظر إِلَى منزلك في الجنة إِنَّ ثبت.

وَإِذَا مات الكافر، أجلس في قبره فيقال لَهُ: مِنْ ربك؟ مِنْ نبيك؟ ... فَيَقُولُ:

لا أدرى ... كنت أسمع الناس يقولون. فيقال لَهُ: لا دريت. ثُمَّ يفتح لَهُ باب إِلَى الْجَنَّة فيقال لَهُ: انظر إِلَى منزلك لو ثبت، ثُمَّ يفتح لَهُ باب إِلَى النَّار فيقال لَهُ: انظر إِلَى منزلك إِذَا زغت. فذلك قوله: يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا قَالَ: لا إله إلا الله وَفِي الآخِرَةِ قَالَ: المسألة في القبر «٣» .

١٢٢٦٩ - عَنِ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: «شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ


(١) . ابن كثير ٤/ ٤٢١.
(٢) . الدر ٥/ ٢٩.
(٣) . المرجع السابق ٥/ ٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>