للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عبد الله بن سلام (١) -وكان قيس يكرم ولد يوسف إذا نزلوا- فقال له يوسف: إني محدثك حديثًا أن رجلًا من أهل الشام نزل بيهودي من أهل يثرب وأنزله وكرمه. فقال الشامي: إني لا أدري ما أجازيك بما صنعت إليّ، ألا أني أكرمك بحدبث أحدثكه فاحفظه مني: إنه خارج بأرض العرب بأرض تيماء يعني نبي فإن أدركته فاتبعه. فإن أنت لم تفعل فليكن لينك وبينه وَكث عهد. قال: فلما خرج رسول الله جاء اليهودي إلى رسول الله فقال له رسولُ الله : "فاتبعني". قال اليهودي: لا أدع ديني ولكن لي ألف نخلة فلك منها مائة وسق أؤديه كل عام إليك، وأنا آمن على أهلي ومالي فاكتب لي بذلك. فكتب له رسول الله . فقال يوسف: فهو ذا ما يؤخد منه غيره حتى الساعة مائة وسق ما يزاد عليه. واني لا أدري ما كرمك به إذا نزلت بي لِمَا كنتم تضعون الى من نزل بكم إلا حديث أحدثكموه فاحفظه مني: إنَّ عبدَ اللهِ بنَ سلامٍ كان مع عثمان في الدار فقال لعثمان: لو شئت خرجت ففتأت عنك الناس فإني خارج أغنى عَنك مِني عندك. قال: فقال له عثمان: فافعل. فخرج عبدُ الله بنُ سلام فلما رآه الناس صاحوا في وجهه. فقالوا: الناموس. الناموس ثلاث مرار، عبد الله بن سلام. فقال لهم علي بن أبي طالب: أيها الناس دَعُوا عبد الله بن سلام فليتكلم فخذوا من حديثه ما شئتم ودعوا ما شئتم فتكلم. فقال: أيها الناس: دَعُوا عثمان لا تقتلوه خمس عشرة ليلة، فإن لم يمت أو يقتل إلى خمس عشرة ليلة من ذي الحجة فَقَدِّموني فاضربوا عنقي. فقال الناس: الناموس. الناموس، عبد الله بن سلام. فأخذ بيدي أبي فقال: يا بني رفع سلطان الدّرة ووقع سلطان السيف لا يرفع عنهم إلى يوم القيامة. ثم قال: إن لهؤلاء القوم سلطانًا لن يَزُول حتى تزول الجبال حتى يتفرقوا فيما بينهم. فإذا فعلوا ذلك خرجوا عُصْبة بسواد العراق يخرج فيهم أمير الغضب لا يُوَجهون لشيء إلا فتح لهم. لا والذي لا إله إلا هو ما أنزل الله في توراة ولا إنجيل ولا قرآن أفضل مما جعل لأولئك القوم، فإن وجدت من العُدة والنشاط فلا تقاتل أحدًا أبدًا حتى يُرى ذلك، فإن قلت: ألا إن ذلك بعيد. قال: فوالله ما أراه إلا قد كان. ألا ترى ما كان بين سليمان والوليد، فإن أدركته فسوف ترى وإلا فاحفظ عني ما قلت لك (٢).


(١) يوسف بن عبد الله بن سلام بن الحارث أبو يعقوب:
انظر ترجمته: تهذيب الكمال (٣/ ١٥٦٠)، الخلاصة (٣/ ١٨٨)، تاريخ الثقات (٤٨٦)، التاريخ الكبير (٨/ ٣٧١)، مراسيل الرازي (٢٣٤)، سير أعلام النبلاء (٣/ ٥٩)، تهذيب التهذيب (١١/ ٤١٦)، جامع التحصيل (٣٧٦)، الكاشف (٣/ ٢٩٩)، قال ابن سعد: كان ثقة، مات في خلافة عمر بين عبد العزيز، وقال ابن حجر في "الإصابة": قال يوسف سماني رسول الله يوسف وأقعدني في حجره ومسح برأسي ودعا لي بالبركة.
(٢) قصة مقتل عثمان ليس فيها هذا السياق كله، بل مختصرة، راجع تاريخ دمشق ترجمة عثمان بن عفان.

<<  <  ج: ص:  >  >>