للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المادة وسد الذريعة لئلا يوافق شىء من ذلك القدر فيعتقد من وقع له أن ذلك من العدوى أو من الطيرة فيقع في اعتقاد ما نَهي عن اعتقاده فأُشير إلى اجتناب مثل ذلك.

والطريق فيمن وقع له ذلك في الدار مثلًا أن يبادر إلى التحول منها لأنه متى استمر فيها ربما حمله ذلك على اعتقاد صحة الطيرة والتشاؤم" (١٢).

القول الرابع: أن "الشؤم في هذه الثلاثة إنما يلحق من تشاءم بها وتطير بها فيكون شؤمها عليه، ومن توكل على الله ولم يتشاءم ولم يتطير لم تكن مشئومة عليه.

قالوا: ويدل عليه حديث أنس "الطيرة على من تطير" (١٣).

وقد يجعل الله سبحانه تطير العبد وتشاؤمه سببًا لحلول المكروه به، كما يجعل الثقة والتوكل عليه وإفراده بالخوف والرجاء من أعظم الأسباب التي يدفع بها الشر المتطير به" (١٤).

القول الخامس: هو تفسير الشؤم، فقالوا: إن المراد "بشؤم الدار ضيقها وسوء جيرانها وأذاهم، وقيل: بعدها عن المساجد وعدم سماع الأذان منها، وشؤم المرأة عدم ولادتِها وسلاطة لسانِها وتعرضها للريب، وشؤم الفرس أن لا يغزى عليها، وقيل: حِرانُها وغلاء ثمنها، وشؤم الخادم سوء خلقه وقلة تعهده لما فوض إليه.


(١٢) الفتح (٦/ ٦٣).
(١٣) رواه ابن جرير في تهذيب الآثار (١/ ١٩)، ح (٥٢)، وابن حبان في صحيحه (١٣/ ٤٩٢) ح (٦١٢٣) وقال الحافظ ابن حجر: في صحته نظر لأنه من رواية عتبة بن حميد وهو مختلف فيه. انظر الفتح (٦/ ٦٣). وحسَّن إسناده شعيب الأرنؤوط في تحقيقه لصحيح ابن حبان.
(١٤) مفتاح دار السعادة (٣/ ٣٤٠).

<<  <   >  >>