للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الذهبي: "مقالة السلف وأئمة السنة بل والصحابة والله ورسوله والمؤمنون: أن الله عز وجل في السماء، وأن الله على العرش، وأن الله فوق سماواته، وأنه ينْزل إلى السماء الدنيا، وحجتهم على ذلك النصوص والآثار" (٢٤).

وأما المأثور عن سلف هذه الأمة في إثبات هذه الصفة لله تعالى، فلا يكاد يحصى كثرة، ولكن فيما ذكرته من الإجماعات غنية وكفاية.

- وأما دلالة العقل على علو الله تعالى فمن وجهين:

"الوجه الأول: أن العلو صفة كمال والله تعالى قد ثبت له كل صفات الكمال فوجب إثبات العلو له سبحانه.

الوجه الثاني: إذا لم يكن عاليًا فإما أن يكون تحت أو مساويًا، وهذا صفة نقص، لأنه يستلزم أن تكون الأشياء فوقه أو مثله، فلزم ثبوت العلو له.

- وأما الفطرة: فلا أحد ينكرها، إلا من انحرفت فطرته، فكل إنسان يقول: يا الله! يتجه قلبه إلى السماء لا ينصرف عنه يمنة ولا يسرة لأن الله تعالى في السماء" (٢٥).

يُذكر أن أبا جعفر الهمذاني حضر مجلس الأستاذ أبي المعالي الجويني وهو يتكلم في نفي صفة العلو ويقول: "كان الله ولا عرش وهو الآن على ما كان! فقال الشيخ أبو جعفر: أخبرنا يا أستاذ عن هذه الضرورة التي نجدها في قلوبنا؟ فإنه ما قال عارف قط: يا الله إلا وجد في قلبه ضرورة تطلب العلو لا يلتفت يمنة ولا يسرة، فكيف ندفع هذه الضرورة عن أنفسنا؟ فلطم أبو المعالي على


(٢٤) العلو (١٤٣).
(٢٥) شرح العقيدة الواسطة للعثيمين (٢/ ٧٨).

<<  <   >  >>