للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرافضة والمعتزلة (٥٢) وغيرهم" (٥٣).

وأما المعنى الثالث: وهو كون المراد بقربه: قربه بنفسه ففيه قولان لأهل السنة حكاهما شيخ الإسلام ابن تيمية فإنه قال بعدما ذكر أن أهل السنة والجماعة يثبتون قرب الله تعالى إلى العباد بتقريبهم إليه قال: "ثم قرب الرب من عبده هل هو من لوازم هذا القرب كما أن المتقرب إلى الشيء الساكن كالبيت المحجوج والجدار والجبل كلما قربت منه قرب منك؟ أو هو قرب آخر يفعله الرب كما أنك إذا قربت إلى الشىء المتحرك إليك تحرك أيضًا إليك، فمنك فعل ومنه فعل آخر، هذا فيه قولان لأهل السنة" (٥٤).

وقال أيضًا: "وأما أهل السنة فعندهم مع التجلى (٥٥) والظهور تقرب


= ومن عقائد الرافضة: أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد نص على استخلاف على بن أبي طالب باسمه وأظهر ذلك وأعلنه وأن أكثر الصحابة ضلوا بتركهم الاقتداء به بعد وفاة النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وأن الإمامة لا تكون إلا بنص وتوقيف .. الخ "انظر مقالات الإسلاميين (١/ ٨٩) الفرق بين الفرق (٢٩) مجموع الفتاوى (١٣/ ٣٥) ".
(٥٢) المعتزلة: فرقة من الفرق الضالة من رؤوسها ومؤسسيها واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد تعتقد نفى صفات الله تعالى الأزلية وعدم إثباتِها، وأن صاحب الكبيرة في الدنيا في منْزلة بين المنْزلتين وفي الآخرة خالد مخلد في النار، وفي باب القدر تعتقد مذهب القدرية النفاة أى أن الله غير خالق لأفعال العباد وأن العباد هم الخالقون لها على جهة الاستقلال.
قيل في سبب تسميتهم بالمعتزلة أن واصل بن عطاء كان من منتابي مجلس الحسن البصري فلما قال بالمنْزلة
بين المنْزلتين علم بذلك الحسن البصري فطرده عن مجلسه فاعتزل عند سارية من سواري المسجد وانضم
إليه قرينه في الضلالة عمرو بن عبيد، فقال الناس يومئذ فيهما: إنَّهما قد اعتزلا قول الأمة وسمى أتباعهما
من يومئذ: معتزلة (انظر مقالات الإسلاميين (١/ ٢٣٥، ٢٩٨) الفرق بين الفرق (١١٢ - ١١٦) الإرشاد
إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد للحوبني (٧٩) الملل والنحل (١/ ٤٣ - ٤٦))
(٥٣) مجموع الفتاوى (٦/ ١٣). وانظر شرح حديث النُّزول (٣٦٥).
(٥٤) مجموع الفتاوى (٦/ ٨).
(٥٥) أى إثبات التحلى لله تعالى كما قال تعالى: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} سورة الأعراف. أية (١٤٣).

<<  <   >  >>