للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك في قوله: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} وليس معنى قوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ} أنه مختلط بالخلق، فإن هذا لا توجبه اللغة، وهو خلاف ما أجمع عليه سلف الأمة وخلاف ما فطر الله عليه الخلق، بل القمر آية من آيات الله من أصغر مخلوقاته وهو موضوع في السماء وهو مع المسافر أينما كان .. وكل هذا الكلام الذي ذكره الله -من أنه فوق العرش وأنه معنا- حق على حقيقته لا يحتاج إلى تحريف ولكن يصان عن الظنون الكاذبة" (١٠).

- كما أن تفسير المعية بالعلم مأثور عن عدد كبير من السلف، كابن عباس (١١) والضحاك (١٢) ومقاتل بن سليمان (١٣) وسفيان الثوري (١٤) ونعيم ابن حماد (١٥) وأحمد بن حنبل (١٦) عليهم رحمة الله.

الوجه الثاني: أن سياق الآية {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى} يدل على أنه أراد بالمعية العلم لأنه افتتح الآية بالعلم وختمها بالعلم.


(١٠) العقيدة الواسطية بشرح الهراس (١٩٣).
(١١) انظر السنة لعبد الله بن الإمام أحمد (١/ ٣٠٦)، شرح حديث النُّزول لابن تيمية (٣٥٦).
(١٢) انظر: السنة لعبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل (١/ ٣٠٤)، الشريعة للآجرى (٣/ ١٠٧٩)، المختار من الإبانة لابن بطة (١٥٣)، الأسماء والصفات للبيهقي (٢/ ٣٤١).
(١٣) انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة لللالكائي (٣/ ٤٤٤) الأسماء والصفات للبيهقي (٢/ ٣٤٢).
(١٤) انظر: السنة لعبد الله بن الإمام أحمد (١/ ٣٠٦) الشريعة للآجرى (٣/ ١٠٧٨) المختار من الإبانة (١٥٥) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (٣/ ٤٤٥) الأسماء والصفات للبيهقي (٢/ ٣٤١).
(١٥) انظر: المختار من الإبانة لابن بطة (١٤٦).
(١٦) انظر: الرد على الزنادقة والجهمية له (٩٥) مطبوع ضمن كتاب عقائد السلف، وانظر: المختار من الإبانة (١٥٩، ١٦٠)، الأسماء والصفات للبيهقي (٢/ ٣٤٢).

<<  <   >  >>