وهذه الأحاديث عن هذا الجمع من الصحابة رضوان الله عليهم تفيد أن الله تعالى قد يُرى في المنام لكن ليس على حقيقته التي هو عليها الآن سبحانه وتعالى. قال الدارمي في النقض على المريسي (٢/ ٧٣٨): "وفي المنام يمكن رؤية الله تعالى على كل حال وفي كل صورة". وقد نقل القاضي عياض اتفاق العلماء على جواز رؤية الله في المنام وصحتها. انظر: إكمال المعلم (٧/ ٢٢٠) مسلم بشرح النووي (١٥/ ٣١) فتح الباري (١٢/ ٣٨٧). وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وقد يَرى المؤمن ربه في المنام في صور متنوعة على قدر إيمانه ويقينه، فإذا كان إيمانه صحيحًا لم يره إلا في صورة حسنة، وإذا كان في إيمانه نقص رأى ما يشبه إيمانه، ورؤيا المنام لها حكم غير رؤيا الحقيقة في اليقظة، ولها تعبير وتأويل لما فيها من الأمثال المضروبة للحقائق" مجموع الفتاوى (٣/ ٣٩٠). (٢٤) انظر ص (٣١١) هامش (٣٤) من هذا المبحث. (٢٥) سورة الإسراء. آية (١). (٢٦) مجموع الفتاوى (٣/ ٣٨٧).