للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتابعه ابن الحاجب وأوضحه فقال: (فإن اتحد موجبهما مثبتين فيحمل المطلق على المقيد)، ثم قال: (فإن كانا منفيين عمل بهما (١) .... وقد غلط الأصفهاني (٢) المذكور في فهم كلام الآمدي وابن الحاجب، فادعى أن المراد منه: حمل المطلق على المقيد" (٣).

٢ - مُستدرَك عليه مجهول في العملية الاستدراكية، فلا يسميه المستدرِك ويعبر عنه بـ: قيل، قال قوم، قال بعضهم، قال بعض أصحابنا، قال بعض الشافعية، قال بعض أصحاب الشافعي ... وأذكر أمثلة فيما يلي:

أولاً: التعبير بـ (قيل):

قال الإسنوي في مسألة (تقسيم المأمور به إلى مُعَيَّن ومُخيَّر): "المذهب الثالث: أن الواجب مُعيَّن عند الله تعالى غير مُعيَّن عندنا، وهذا القول يسمى قول التراجم؛ لأن الأشاعرة ترويه عن المعتزلة (٤)، والمعتزلة ترويه عن الأشاعرة (٥)، كما قال في المحصول (٦)، ولما لم يعرف قائله عبَّر المصنف عنه بقوله: (وقيل).

وهذا المذهب باطل؛ لأن التكليف بمعين عند الله تعالى غير معين للعبد، ولا طريق له إلى معرفته بعينه؛ من التكليف بالمحال" (٧).


(١) مختصر ابن الحاجب (٢/ ٨٦٢).
(٢) المراد به شمس الدين محمد بن محمود الأصفهاني الشافعي، شارح المحصول - وسبق ترجمته في (ص: ٦٩). ويُنظر قوله في الكاشف على المحصول (٥/ ١٢).
(٣) نهاية السول (١/ ٥٥١ - ٥٥٢).
(٤) يُنظر مثلاً: الإبهاج (٢/ ٢٣٧ - ٢٣٨).
(٥) يُنظر: المعتمد (١/ ٧٩).
(٦) (٢/ ١٦٠).
(٧) نهاية السول (١/ ٨٢).

<<  <   >  >>