للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن أمثلة دعاء المستدرَك عليه للمستدرِك:

ما رواه أبو معشر (١) قال: سمعت عون بن عبدالله (٢) يُذاكر محمد بن كعب (٣) في قول الله: {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَ‍ئْخِرِينَ} [الحجر: ٢٤]، فقال عون: خير صفوف الرجال المُقَدَّم، وشَرُّ صفوف الرجال المُؤخَّر، وخير صفوف النساء المُؤخر، وشرُّ صفوف النساء المُقَدَّم. فقال محمد بن كعب: ليس هكذا، {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ} الميت والمقتول، و {الْمُسْتَ‍ئْخِرِينَ} من يلحق بهم من بعدُ، {وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} [الججر: ٢٥]، فقال عون بن عبدالله: وفقك الله، وجزاك خيرًا. (٤)

وفي كتب الأصول نجد العلماء يستدركون على بعض ويدعون بالرحمة، فيقولون مثلاً: قال فلان - رحمه الله -، ويعقبون على قوله.

وذكر ابن حزم قول سُفْيَان بنِ عُيَيْنَة (٥): (ما زال أمر الناس معتدلاً حتى


(١) هو: أبو معشر، نجيح بن عبدالرحمن السندي المدني، كان مكاتبًا لامرأة من بني مخزوم فأدى وعتق، فاشترت أم موسى بنت منصور الحميرية ولاءه، له مكان في العلم والتاريخ، وتاريخه احتج به الأئمة، أما حديثه فاختلفوا فيه؛ فمنهم من ضعفه، ومنهم من قبله، وقال عبدالله بن أحمد عن أبيه كان صدوقًا؛ لكنه لا يقيم الإسناد، (ت: ١٧٠ هـ) في رمضان.
تُنظر ترجمته في: الطبقات الكبرى (٥/ ٤١٨)؛ تاريخ بغداد (١٣/ ٤٥٧)؛ تهذيب التهذيب (١٠/ ٣٧٤).
(٢) هو: أبو عبدالله، عون بن عبدالله بن عتبة بن مسعود الهذلي الكوفي، التابعي، الإمام القدوة العابد، سمع من الصحابي أبي هريرة - رضي الله عنه -، وكان ثقة عابدًا، كثير الإرسال، (ت: قبل سنة ١٢٠ هـ).
تُنظر ترجمته في: الطبقات الكبرى (٦/ ٣١٣)؛ سير أعلام النبلاء (٥/ ١٠٣)؛ تقريب التهذيب (١/ ٤٣٤).
(٣) هو: أبو حمزة، محمد بن كعب القرظي، حليف الأنصار، تابعي مشهور، أبوه من قريظة، وأمه من بني النضير، كان أبوه ممن لم ينبت فلم يقتل مع بني قريظة لما قتلوا بحكم سعد بن معاذ، (ت: ١٠٨ هـ)، وقيل غير ذلك.

تُنظر ترجمته في: الأنساب (٤/ ٤٧٥)؛ الكاشف للذهبي (٢/ ٢١٣)؛ الإصابة (٦/ ٣٤٥).
(٤) رواه الطبري في تفسيره (١٤/ ٢٣)؛ تفسير ابن كثير (٢/ ٥٥١)؛ الدرر المنثور (٥/ ٧٥).
(٥) هو: أبو محمد، سفيان بن عيينة بن أبي عمران واسمه: ميمون الهلالي، كان عالماً ناقدًا، وزاهدًا عابدًا، ولد بالكوفة، ثم انتقل إلى مكة، حدث عن سلمة بن دينار والزهري وعمرو بن دينار وغيرهم، (ت: ١٩٨ هـ) بمكة.
تُنظر ترجمته في: التاريخ الكبير (٤/ ٩٤)؛ مشاهير علماء الأمصار (ص: ١٤٩)؛ وفيات الأعيان (٢/ ٣٩١ - ٣٩٣).

<<  <   >  >>