كتاب الترغيب والترهيب - إسماعيل الأصفهاني - ط اللؤلؤة

باب الخاء - باب في فضل حسن الخلق والترغيب في تحسينه - ج: 2 - ص: 414

ابن هُبَيْرَة -، حدثنا أحمد بن حمدان بن إسحاق العسكري، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا عبد الله بن إدريس، عن الشيباني ومسعر وليث، عن زياد بن علاقة، عن أسامة بن شريك ﵁ قال: سُئِل رسول الله ﷺ في حَجَّتِهِ: ما خير ما أُعْطِيَ الإنسانُ؟ قال: «خُلُقٌ حَسَنٌ» (١).

١٢١١ - أخبرنا أبو بكر التفليسي بنيسابور، أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أخبرنا أبو علي حامد بن محمد الرفَّاء، حدثنا موسى بن الحسن، حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون بن شبيب، عن أبي ذر ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ» (٢).

---

(١) تقدم تخريجه والحكم عليه برقم (٥٨٩).
(٢) إسناده منقطع:
وأخرجه أحمد في "المسند" (٢١٣٥٤، ٢١٤٠٣، ٢١٥٣٦)، والدارمي في "السنن" (٢٨٤٧)، والترمذي في "الجامع" (١٩٨٧)، والبزار في "المسند" (٤٠٢٢)، والطوسي في "المستخرج" (١٥٧٦)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (٥)، وابن عمشليق في "جزئه" (١٠)، والطبراني في "مكارم الأخلاق" (١٣)، وأبي الفضل الزهري في "حديثه" (٣٧٧)، والحاكم في "المستدرك" (١٧٨)، والسلمي في "آداب الصحبة" (١١)، وأبو نعيم في "الحلية" (٤/ ٣٨٧)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (٦٥٢)، والبيهقي في "الزهد" (٨٧٤)، وفي "الشعب" (٧٦٦٣)، وابن عبد البر في "التمهيد" (٢٤/ ٨٤)، وقاضي المارستان في "مشيخته" (٥٢٩) جميعهم من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون بن أبي شبيب، عن أبي ذر، به.
قلت: ميمون بن أبي شبيب -وقيل ابن شبيب- صدوق كثير الإرسال، وفي روايته عن أبي ذر انقطاع:
قال ابن أبي حاتم: سئل أبي عن ميمون بن أبي شبيب عن أبي ذر متصل فقال لا قيل ميمون بن أبي شبيب عن عائشة متصل قال لا. المراسيل (٨٠٥).
وقال الحافظ ابن رجب: لم يصح سماعه من أحد من الصحابة، ونقل عن الفلاس قوله: قال الفلاس: ليس في شيء من رواياته عن الصحابة " سمعت " ولم أخبر أن أحدا يزعم أنه سمع من أصحاب النبي ﷺ. جامع العلوم والحكم (١/ ٣٩٦).
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.
قال الحافظ ابن رجب الإمام: وقد حسن الترمذي هذا الحديث، وما وقع في بعض النسخ من تصحيحه، فبعيد.
وقال -أعني ابن رجب- متعقباً لكلام الحاكم السابق: وهو وهم من وجهين: أحدهما: أن ميمون بن أبي شبيب، ويقال: ابن شبيب لم يخرج له البخاري في " صحيحه " شيئا، ولا مسلم إلا في مقدمة كتابه حديثا عن المغيرة بن شعبة.
والثاني: أن ميمون بن أبي شبيب لم يصح سماعه من أحد من الصحابة -ثم ذكر أقوال من نفوا السماع-. جامع العلوم والحكم (١/ ٣٩٦).
وقال البيهقي: كذا قالوا: عن أبي ذر، وكلاهما مرسل، وسفيان أحفظ غير أن له عن معاذ شواهد.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٢٥٨٣٣) قال حدثنا وكيع، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون بن أبي شبيب، أن النبي ﷺ، قال: يا معاذ، وقد قال وكيع بأخرة: يا أبا ذر، أتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس خلقا حسنا. هكذا مرسلاً.