كتاب الترغيب والترهيب - إسماعيل الأصفهاني - ط اللؤلؤة

باب الخاء - باب الدال باب في الترغيب في الدعاء - ج: 2 - ص: 468

١٢٦١ - أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أخبرنا والدي أبو عبد الله، أخبرنا أبو إسحاق إسماعيل بن عمرو السمرقندي، حدثنا المسيب بن شريك، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان الفارسي ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ اللهَ لَيَسْتَحْيِي أَنْ يَمُدَّ الْعَبْدُ يَدَيْهِ فَيَسْأَلَهُ فَيَرُدَّهُمَا خَائِبَتَيْنِ» (١).

---

(١) صحيح، وهذا إسناد ضعيف جداً:
وهو عند ابن منده في "مجالس من أماليه -مخطوط-" (١٩) من طريق المسيب بن شريك، به
قلت: المسيب بن شريك؛ قال يحيى: ليس بشئ، وقال أحمد: ترك الناس حديثه، وقال البخاري: سكتوا عنه، وقال مسلم وجماعة: متروك. انظر الميزان للذهبي (٨٥٤٤).
وهو متابع:
فأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (٨٨٠)، والطبراني في "المعجم الكبير" (٦١٣٠)، وفي "الدعاء" (٢٠٢)، والحاكم في "المستدرك" (١٩٦٢)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (١١١٠)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (٣٠٧) من طريق محمد بن الزبرقان أبي همام الأهوازي، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن سلمان به مرفوعاً.
وابن الزبرقان؛ صدوق ربما وهم. التقريب لابن حجر (٥٨٨٤).
وقد خالفهما من هو أوثق منهما فأوقفه:
فأخرجه ابن أبي شيبة (٣٠١٧١، ٣٥٨٢٢) عن معاذ بن معاذ العنبري،
وأحمد في "المسند" (٢٣٧١٤)، والحاكم في "المستدرك" (١٨٣٠)، والبيهقي في "الصفات" (١٠١٣) من طريق يزيد بن هارون،
كلاهما (معاذ، ويزيد بن هارون) سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان ﵁، به موقوفاً.
وكلاهما -أعني معاذ، ويزيد- ثقة متقن، فروايتهما أحق بالتقديم.
وقال الحاكم: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، وقد وصله: جعفر بن ميمون، عن أبي عثمان النهدي.
وتابع سليمان التيمي على رواية الوقف؛ حميد الطويل، ويزيد بن أبي صالح، وأبو حبيب السلمي:
أما رواية حميد:
فأخرجها إسماعيل بن جعفر في "حديثه" (١٢٧)،
وأما رواية يزيد:
فأخرجها وكيع في "الزهد" (٥٠٤)
وأما رواية أبي حبيب:
فأخرجها البرجلاني في "الكرم والجود" (٣٢)
ثلاثتهم (حميد، ويزيد، وأبو حبيب) عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان الفارسي، به موقوفاً.
وقد روي من وجهين آخرين عن أبي عثمان مرفوعاً:
الوجه الأول:
أخرجه أحمد في "المسند" (٢٣٧١٥)، وابن ماجه في "السنن" (٣٨٦٥)، وأبو داود في "السنن" (١٤٨٨)، والترمذي في "السنن" (٣٥٥٦)، والبزار في "المسند" (٢٥١١)، وابن حبان في "صحيحه" (٨٧٦)، والطبراني في "الدعاء" (٢٠٣)، وفي "الكبير" (٦١٤٨)، وابن عدي في "الكامل" (٣٧١٠)، وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (٧٢٦)، والحاكم في "المستدرك" (١٨٣١)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (١١١١)، والبيهقي في "الصفات" (١٥٥، ١٠١٤)، وفي "الدعوات الكبير" (٣٠٦)، وفي "السنن الكبرى" (٣١٤٦) من طريق جعفر بن ميمون،
الوجه الثاني:
أخرجه المحاملي في "الأمالي" (٤٣٣)، والكلاباذي في "بحر الفوائد" (٤٩١)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (٩/ ٢٦١)، والبغوي في "شرح السنة" (١٣٨٥) من طريق أبي المعلى يحيى بن ميمون،
كلاهما (جعفر، وأبو المعلى) عن أبي عثمان عن سلمان، به.
وعند أحمد قال حدثنا يزيد، أخبرنا رجل في مجلس عمرو بن عبيد،
قال: يزيد سموه لي قالوا: هو جعفر بن ميمون قال عبد الله: قال أبي: «يعني جعفر صاحب الأنماط».
وهو صحيح من هذا الوجه إن شاء الله.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب ورواه بعضهم ولم يرفعه.
ولهذا توجيه، فقد ينشط الراوي فيرفعه، وقد يكسل فيوقفه. والله أعلم.
والحديث حسنه الترمذي -كما سبق-، وصححه ابن حبان والحاكم والذهبي وغيرهم.
وقال ابن حجر: سنده. جيد "الفتح" (١١/ ١٤٣)