كتاب الترغيب والترهيب - إسماعيل الأصفهاني - ط اللؤلؤة

باب الدال باب في الترغيب في الدعاء - فصل في الدعاء عند الخوف من السلطان الجائر - ج: 2 - ص: 480

١٢٧١ - أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أخبرنا حمزة بن عبد العزيز المهلبي، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله - حفدة عباس بن حمزة -، حدثنا أبو مسلم [الكجِّي] (١)، حدثنا عمرو بن مرزوق، أخبرنا عمران القطان، عن قتادة، عن أبي بردة. عن أبي موسى أن النبي ﷺ كان إذا خاف قوما قال: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَجْعَلُكَ فِي نُحُورِهِمْ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ» (٢).

---

(١) وفي (س): الكشي. وهو يُعرَف بكليهما. وفي (ق): البلخي.
(٢) وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (٢٥٣١)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (١٠٣٢٤، ١٨٤٦٣) من طريق عمرو بن مرزوق، به.
وأخرجه الطيالسي في "المسند" (٥٢٦) - وعنه أحمد في "المسند" (١٩٧١٩)، ومن طريقه ابن المقرئ في "معجمه" (٩٩٦)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (٢/ ٣٣٩)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (١٠٣٢٤)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (٤/ ١٠٥) -
كلاهما (الطيالسي، وابن مرزوق) عن عمران القطان، عن قتادة، عن أبي بردة، عن أبي موسى، به.
وهذا إسناد رجاله ثقات، عدا عمران القطان؛ فهو صدوق يهم ورمي برأي الخوارج -كما في "التقريب" (٥١٥٤) -.
وفي سماع قتادة من أبي بردة نظر:
قال ابن معين: ولا أعلمه -يعني قتادة- سمع من أبي بردة. انظر جامع التحصيل للعلائي (ص: ٢٥٥).
وقد اختلف فيه على عمران القطان فروي عنه كما سبق:
وأخرجه الطبراني في "المعجم الصغير" (٩٩٦) من طريق محمد بن عامر بن إبراهيم، حدثنا أبي، حدثنا النعمان بن عبد السلام، عن عمران القطان، عن قتادة، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبي موسى، به.
هكذا قال: سعيد بن أبي بردة، عن أبي موسى.
وقال الطبراني: لم يروه عن سعيد إلا أبو العوام عمران القطان تفرد به النعمان بن عبد السلام.
وسعيد بن أبي برده ثقة إلا أنه لم يسمع من أبي موسى، ذكر ذلك ابن أبي حاتم في "المراسيل" (ص ٦٧ - ٦٨).
ولعل هذا الاختلاف من أبي العوام عمران القطان، فهو كما تقدم يهم.
وعمران القطان متابع:
أخرجه أبو داود في "السنن" (١٥٣٧)، والنسائي في "الكبرى" (٨٥٧٧، ١٠٣٦٢)، وأحمد في "المسند" (١٩٧٢٠)، والبزار في "المسند" (٣١٣٦)، وابن حبان في "صحيحه" (٤٧٦٥)، والحاكم في "المستدرك" (٢٦٢٩)، والروياني في "المسند" (٤٦١)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (١٤٨٢)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (١٠٣٢٥)، وابن السني في "عمل اليوم الليلة" (٣٣٣)، وعبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (١٣٥)، وابن حجر في "الأمالي المطلقة" (ص: ١٢٧) من طريق معاذ بن هشام، عن أبيه،
والبزار في "المسند" (٣١٣٧) من طريق ابن مهدي، عن همام، عن مطر،
وأبو عوانة في "المستخرج" (٦٥٦٦)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (١٠٤٩) من طريق إبراهيم بن طهمان، قال: حدثني الحجاج بن الحجاج،
جميعهم (هشام الدستوائي، ومطر، وحجاج) عن قتادة، عن أبي بردة، عن أبي موسى، ﵁، بنحوه.
وقد تقدم كلام ابن معين في نفيه لسماع قتادة من أبي بردة.
وقتادة مدلس كما هو المعروف عنه، وقد عنعنه.
وقال الحافظ: هذا حديث حسن غريب، ورجاله رجال الصحيح، لكن قتادة مدلس، ولم أره عنه إلا بالعنعنة، ولا رواه عن أبي موسى إلا ابنه، ولا عن أبي بردة إلا قتادة، وهو عزيز عن قتادة. "نتائج الأفكار" (٤/ ١٠٤).
وقال في "الأمالي"- بعد سياق إسناد معاذ عن أبيه-: هذا حديث حسن، غريب من حديث أبي بردة بن أبي موسى لم يروه عنه إلا قتادة.
وصححه النووي أيضاً في "الأذكار" (ص: ١٢٣) من طريق معاذ عن أبيه.