للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

علي الثقفي، حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا شعبة، عن يزيد بن خُمَيْر، عن سليمان بن يزيد، عن أبي الدرداء ، عن النبي قال: «لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ [لَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا وَلَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا] (١) وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ (٢) تَجْأَرُونَ إِلَى اللهِ ﷿ لَا تَدْرُونَ تَنْجُونَ أَمْ لَا تَنْجُونَ» (٣).


(١) وفي (ق) و (ب): لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرًا.
(٢) قال أبو عبيد في «غريب الحديث» (٢/ ١٢٥): الصُعُدات يعني: الطُّرُق، وهي مأخوذة من الصَّعِيد؛ والصعيد: التُّرَاب، وجمع الصَّعِيد صُعْد، ثم الصعدات جمع الْجمع، كما تقول: طَرِيق وطُرُق ثم طُرُقات.
(٣) إسناده ضعيف: أخرجه عبد بن حميد في «مسنده» (٢١٠)، وابن الأعرابي في «معجمه» (١١٢٣)، والحاكم في «المستدرك» (٧٩٠٥)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (٧٧٢)، وغيرهم، مرفوعًا.
وأخرجه ابن أبي شيبة في «مصنفه» (٣٤٦٠٢)، وأبو داود في «الزهد» (٢٠٤)، موقوفًا من قول أبي الدرداء، وكلهما- المرفوع، والموقوف- مدارهما على سليمان بن مرثد، وهو وإن كان ثقة، إلا أنه لم يسمع أبي الدرداء، لا سيما وقد قال ابن أبي حاتم: قال أبي: كذا حدثنا مسلم، وحدثنا أبو عمر الحوصي عن شعبة، عن يزيد بن خمير، عن سليمان، عن ابن بنت أبي الدرداء، عن أبي الدرداء قال: "لو تعلمون" موقوف. قال أبو حاتم: وهذا أشبه، وموقوف أصح، وأصحاب شعبة لا يرفعون هذا الحديث. قلت: وبنت أبي الدرداء مجهولة. ينظر: «العلل» لابن أبي حاتم (٢/ ١٠٠)، و «ميزان الاعتدال» (٢/ ٢٢٢)، و «الكامل في الضعفاء» (٤/ ٢٨٨)، و «لسان الميزان» (٤/ ١٧٤)، و «تعجيل المنفعة» (١/ ٦١٩).
فائدة: قال الإمام البيهقي في «شعب الإيمان» (٢/ ٢٣٠): قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ : وكُلُّ ذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ كُلَّ مَنْ كَانَ بِاللهِ ﷿ أَعْرَفَ كَانَ مِنْهُ أَخْوَفَ، وَبِشَارَةُ مَنْ بُشِّرَ مِنْهُمْ بِالْمَغْفِرَةِ وَدُخُولِ الْجَنَّةِ لَا تَمْنَعُ مِنَ الْخَوْفِ عِنْدَ ذِكْرِ الْآيَاتِ فَقَدْ يُنْسِيَهُ اللهُ تَعَالَى تِلْكَ الْبِشَارَةِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ لِتَكْمِيلِ أَحْوَالِهِ فِي الْعُبُودِيَّةِ، وَقَدْ يَطْمَئِنُّ لَهَا فِي الْعَاقِبَةِ بِخَبَرِ الصَّادِقِ بِهِ، ثُمَّ لَا يَأْمَنُ حُدُوثَ مَا يَسْتَحِقُّ عَلَيْهِ الْعِقَابَ إِلَى أَنْ يُدْرَكَ بِالرَّحْمَةِ، وَالْمَغْفِرَةِ فِي الْعَاقِبَةِ، وَقَدْ يَكُونُ خَوْفُ النَّبِيِّ بَعْدَ أَنْ أُومِنَ عَلَى أُمَّتِهِ، وَبِاللهِ التَّوْفِيقُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>