للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• قال أبو عبد الله: لفظ [حديث أبي داود] (١)، وهو حديث مشهور عن الأسود بن شيبان، ورواته مشاهير ثقات، مقبولة عند الجميع (٢).

٥٤٢ - وأخبرنا [أبو بكر سعيد] (٣) بن أحمد الواحدي بنيسابور، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الطرازي، أخبرنا أحمد بن علي بن حسنويه المقري، حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن إبراهيم الجيشاني بحديث غريب غريب، حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا أبو قرة، عن سعد القاص، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده علي بن أبي طالب ، عن النبي قال: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَخْرُجُ مِنْ أَعْلَاهَا وَرَقُ حُلَلٍ، وَمِنْ أَسْفَلِهَا خُيُولٌ بُلْقٌ مِنْ ذَهَبٍ، سِرْجُهَا وَزِمَامُهَا الدُّرُّ وَالْيَاقُوتُ، وَهُنَّ ذَوَاتُ الْأَجْنِحَةِ لَا تَرُوثُ وَلَا تَبُولُ، فَيَرْكَبُهَا أَوْلِيَاءُ اللهِ فَتَطِيرُ بِهِمْ حَيْثُ شَاءُوا، فَيَقُولُ الَّذِينَ أَسْفَلَ مِنْهُمْ: يَا رَبُّ قَدْ أَطْفَأُوا نُورَنَا هَؤُلَاءِ، مَنْ هَؤُلَاءِ هَذِهِ الْكَرَامَةُ لَهُمْ؟ فَيُقَالُ: إِنَّهُمْ كَانُوا يُنْفِقُونَ وَكُنْتُمْ تَبْخَلُونَ،


(١) وفي (ق): الحديث لأبي داود.
(٢) إسناده صحيح: أخرجه أحمد في «مسنده» (٢١٥٣٠)، والطيالسي في «مسنده» (٤٧٠)، والبزار في «مسنده» (٣٩٠٨)، والطحاوي في «شرح مشكل الآثار» (٢٧٨٤)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (١٨٥٠١)، وغيرهم، ورجاله ثقات، والأسود من رجال مسلم، وقد قال البزار: وَهَذَا الْكَلَامُ قَدْ رُوِيَ بَعْضُهُ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ وَلَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْهُ بِهَذَا اللَّفْظِ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَلَا رَوَى مُطَرِّفٌ عَنْ أَبِي ذَرٍّ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثَ.
فائدة: قال الطحاوي: فَتَأَمَّلْنَا مَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنَ الصَّبْرِ عَلَى الْجَارِ السُّوءِ، فَوَجَدْنَا مِنْ حَقِّ الْجَارِ عَلَى الْجَارِ إِكْرَامُهُ إِيَّاهُ، فَإِذَا مَنَعَهُ مِنْ ذَلِكَ وَخَلَطَهُ بِأَذَاهُ إِيَّاهُ وَصَبَرَ عَلَى ذَلِكَ الْمُؤْذِي وَاحْتَسَبَهُ كَانَ فِي حُكْمِ مَنْ غَلَبَ عَلَى حَقٍّ لَهُ فَاحْتَسَبَهُ، وَمَنْ كَانَ كَذَلِكَ أَحَبَّهُ اللهُ ﷿؛ لِأَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الطَّاعَةِ وَالتَّمَسُّكِ بِمَا أَمَرَهُ اللهُ بِهِ بِقَوْلِهِ ﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾، وَاللهَ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ.
(٣) وفي (ق): سعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>